الدولار يحافظ على نطاق تداولاته في انتظار أسبوع هام في الأسواق المالية

شهد الدولار استمرار في التذبذب خلال تداولات اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع، ليحافظ الدولار على نطاق تداولاته الذي يسيطر عليه منذ أكثر من أسبوع، يأتي هذا في ظل الدعم الذي يحصل عليه الدولار من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن، بالإضافة إلى انتظار الأسواق لقرار البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع.
يتداول مؤشر الدولار حاليا عند المستوى 103.43 وقد افتتح تداولات اليوم عند 103.31 وقد سجل أعلى مستوى عند 103.45 وأدنى مستوى عند 103.21.
التذبذب الحالي في أداء الدولار مستمر منذ أكثر من أسبوع الأمر الذي يدل على حيرة الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة بعد تراجع الرهانات على خفض الفائدة في مارس القادم، ولكن الدولار استطاع الحفاظ على مكاسبه أيضاً وعدم الاستسلام للتراجع.
الدولار حصل على الدعم اليوم مع بداية الأسبوع بعد أخبار عن مقتل جنود أمريكيين وجرح آخرين في منطقة حدودية في سوريا، الأمر الذي زاد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط ودفع الطلب العالمي على الملاذ الآمن إلى الارتفاع، لينعكس هذا بشكل إيجابي على الدولار خلال تداولات اليوم الذي يعد ملاذ آمن في أسواق العملات.
من جهة أخرى من غير المتوقع أن يبدأ المتداولون في اتخاذ مراكز جديدة على الدولار في ظل انتظار الجميع لاجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، حيث يترقب الجميع أية تغيرات في نبرة البنك أو تصريحات رئيس البنك بشأن مستقبل أسعار الفائدة. وذلك على الرغم من التوقعات الكبيرة في الأسواق أن الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية وعدم تغيير السياسة النقدية.
يصدر نهاية هذا الأسبوع أيضاً تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر يناير مع توقعات بتسجيل وظائف جديدة بمقدار 177 ألف وظيفة بأقل من القراءة السابقة بقيمة 216 ألف وظيفة. ومتوقع أن يرتفع معدل البطالة إلى 3.8% مقارنة مع القراءة السابقة 3.7%، وأن يتراجع متوسط الأجر في الساعة إلى المستوى 0.3% من 0.4%.
خلال الأسبوع يصدر عدد من البيانات المتعلقة بقطاع العمالة مثل مؤشر فرص العمل وبيانات وظائف القطاع الخاص الأمريكي وطلبات اعانات البطالة الأسبوعية، ومن المنتظر أن يتأثر الدولار بهذه البيانات خاصة في حال تغير البيانات بما يخالف التوقعات.
الأسبوع الماضي شهد تسجيل الاقتصاد الأمريكي نمو أفضل من المتوقع خلال الربع الرابع بنسبة 3.3%، بالإضافة إلى تراجع التضخم السنوي الجوهري لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي إلى 2.9% من 3.2%.
البيانات تظهر مرونة الاقتصاد الأمريكي وتظهر استمرار تراجع التضخم السنوي الأمر الذي يعكس نجاح البنك الفيدرالي حتى الآن في دفع الاقتصاد إلى الهبوط الناعم، الأمر الذي يقلل من فرص خفض الفائدة في وقت قريب هذا العام.

وبالعودة إلى مؤشر الدولار نجده يواجه المتوسط المتحرك 200 يوم عند 103.50 وهو المستوى الذي لم يتم اختراقه منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي، ليبقى التذبذب مستمر في أداء مؤشر الدولار بين 103.00 و103.50.