أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب ترتفع بدعم خفض الفائدة الأمريكية ومحادثات التجارة الصينية محط الأنظار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا يوم الاثنين، مدعومة بتزايد التفاؤل إزاء احتمالية المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما يصب تقليديًا في مصلحة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدًا. هذا الارتباط العكسي بين الذهب والفائدة يجعله ملاذًا آمنًا مفضلاً في بيئات التيسير النقدي. يترقب المستثمرون الآن بيانات التضخم الرئيسية والمفاوضات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين للحصول على إشارات واضحة تحدد الاتجاه القادم للسوق وتؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 4,259.34 دولار للأوقية. وفي غضون ذلك، ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 52.18 دولار للأوقية.

عوامل الارتفاع: خفض الفائدة وتوقعات السوق

يأتي الدعم الرئيسي لأسعار الذهب من التوقعات الراسخة في الأسواق بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي). لماذا يدعم خفض الفائدة أسعار الذهب؟ الذهب، كأصل لا يدر عائدًا دوريًا، يصبح أكثر جاذبية عندما تنخفض أسعار الفائدة الحقيقية. انخفاض العائد على السندات الحكومية يجعل تكلفة الفرصة الضائعة للاحتفاظ بالذهب أقل، ما يشجع المستثمرين على تحويل رؤوس الأموال إليه.

تسعر الأسواق بالكامل تقريبًا خفضًا بمقدار ربع نقطة هذا الشهر، بالإضافة إلى خفض آخر متوقع في ديسمبر، وفقًا لأداة “CME FedWatch”. يشير المحللون إلى أن غياب البيانات الاقتصادية القوية التي قد تشير إلى تباطؤ النمو أو تبديد مخاوف الركود، قد خلق فراغًا سمح لـشهية المخاطرة بالعودة إلى الأصول الآمنة، ما عزز من التدفقات النقدية نحو الذهب. ومن المتوقع أن تظهر الأرقام، التي ستصدر يوم الجمعة، أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد استقر عند 3.1% في سبتمبر، وهي نسبة لا تبعث على القلق في الأسواق ما دام “الفيدرالي” لم يبدِ أي معارضة لتوقعات خفض الفائدة، مما يبقي الضغط على الدولار ويحافظ على جاذبية أسعار الذهب.

التوترات التجارية والبيانات الاقتصادية القادمة

بعد موجة بيع سريعة لجني الأرباح شهدها يوم الجمعة الماضي، يسعى سوق أسعار الذهب لاستعادة توازنه. كان المعدن الأصفر قد تراجع بنحو 1.8% في أسوأ أداء له منذ منتصف مايو، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي خففت من حدة التوتر. حيث أشار ترامب إلى أن التعريفة الجمركية المقترحة بنسبة 100% على البضائع الصينية لن تكون مستدامة، معربًا عن ثقته في تجاوز التوترات قبيل لقائه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. هذا التحسن المؤقت في معنويات المخاطرة سحب بعض السيولة من الذهب، ولكنه لم يغير الاتجاه العام الصاعد.

تُعد المحادثات الأمريكية الصينية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى إصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في الولايات المتحدة يوم الجمعة، بمثابة العقبة الكبيرة التالية التي ستؤثر على تحركات السوق. فاستمرار الغموض بشأن نتائج هذه المفاوضات سيبقي الذهب كأداة تحوط أساسية ضد أي تدهور مفاجئ في العلاقات الدولية.

الذهب في أعلى مستوياته التاريخية والتدفقات الاستثمارية

اكتسب الذهب، الذي لا يدر عائدًا، أكثر من 60% منذ بداية العام، مسجلاً أعلى مستوى تاريخي له عند 4,378.69 دولار للأوقية يوم الجمعة الماضي. ويُعزى هذا الصعود القياسي إلى مجموعة من العوامل المتضافرة تشمل:

  • التوترات الجيوسياسية المتصاعدة: والتي لم تعد مجرد خلفية، بل أصبحت محفزًا مباشرًا، حيث تدفع المخاوف من عدم الاستقرار الإقليمي والعالمي المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا.
  • المراهنات القوية على تخفيضات أسعار الفائدة: كما ذكرنا، فإن تراجع العوائد الحقيقية يعزز قيمة الذهب.
  • استمرار عمليات شراء الذهب من قبل البنوك المركزية: هذه العمليات تمثل طلباً هيكلياً طويل الأمد، حيث تسعى البنوك المركزية حول العالم لتعزيز احتياطياتها بعيدًا عن تقلبات العملات الورقية.
  • تزايد توجهات التخلي عن الدولرة (De-dollarisation): وهي استراتيجية طويلة الأمد لبعض الاقتصادات الكبرى لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن هيمنة الدولار الأمريكي، مما يخلق طلباً مستداماً على المعدن الثمين كمخزن للقيمة.
  • تدفقات قوية للاستثمار في الصناديق المتداولة في البورصة (ETF): مما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل المؤسسات وصغار المستثمرين بالتعرض لسوق أسعار الذهب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى