أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع مع ترقب بيانات التوظيف الأمريكية الحاسمة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الأربعاء، حيث امتنع المستثمرون عن اتخاذ رهانات كبيرة قبيل صدور بيانات التوظيف الأمريكية الحاسمة. يُتوقع أن تُقدم هذه البيانات مزيدًا من الوضوح حول المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية، مما يُبقي سوق الذهب في حالة من الحذر والترقب.

الذهب يتماسك: الأرقام ومؤشرات السوق

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3333.45 دولار للأونصة. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.2% لتسجل 3344.10 دولار. يُذكر أن الذهب قد ارتفع بنسبة 5.4% حتى الآن هذا الربع.

بيانات الوظائف الأمريكية: مفتاح تحديد مسار الفيدرالي

تترقب الأسواق عن كثب بيانات التوظيف الأمريكية التي ستصدر هذا الأسبوع. فمن المقرر صدور تقرير التوظيف ADP (القطاع الخاص) في وقت لاحق من اليوم، يليه تقرير الوظائف غير الزراعية (Non-Farm Payrolls) يوم الخميس. تُعد هذه التقارير حاسمة في توفير رؤى حول ظروف سوق العمل الأمريكي، والتي تُعد عاملاً رئيسياً في قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

وعلق جيوفاني ستونوف، المحلل في UBS، قائلاً: “لم يُعدّل المشاركون في السوق توقعاتهم بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة”. وأضاف ستونوف: “ما زلنا نعتقد أن المخاوف بشأن مستوى الدين، والضغط المستمر على الاحتياطي الفيدرالي لتعديل أسعار الفائدة، والبيانات الاقتصادية الأمريكية الأضعف ستدعم سعر الذهب”.

يشير هذا إلى أن الأسواق لا تزال ترى أن هناك حاجة لتيسير السياسة النقدية لدعم الاقتصاد، وهو ما يُعد عاملاً إيجابياً لأسعار الذهب، الذي يميل إلى الارتفاع في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.

الفيدرالي الأمريكي: حذر مستمر رغم ضغوط خفض الفائدة

يُواصل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تأكيد موقف البنك المركزي بـ”الانتظار لمعرفة المزيد” حول تأثير التعريفات الجمركية على التضخم قبل خفض أسعار الفائدة. ويأتي هذا في ظل تجاهله المتكرر لمطالب الرئيس دونالد ترامب بخفض فوري وعميق لأسعار الفائدة.

تُشير البيانات الصادرة يوم الثلاثاء إلى أن فرص العمل في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل غير متوقع في مايو، لكن الانخفاض في التوظيف يُضاف إلى المؤشرات التي تُشير إلى تباطؤ سوق العمل. هذا المزيج من البيانات يُقدم صورة مختلطة للاحتياطي الفيدرالي، مما يُبقي على حالة عدم اليقين بشأن توقيت وحجم تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة.

المخاطر الجيوسياسية والدين الأمريكي

في سياق آخر، ذكر محللو BMI في مذكرة، أنهم “يعتقدون الآن أن اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط (احتمالية منخفضة) أو خفض كبير لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي سيكونان عاملَيْن يدفعان الذهب لاختراق أعلى مستوى تاريخي له عند 3500 دولار للأونصة الذي وصل إليه في أبريل”. هذا يُشير إلى أن المخاطر الجيوسياسية، رغم تراجعها النسبي، لا تزال تُقدم دعماً كامناً لأسعار الذهب.

في غضون ذلك، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي، بفارق ضئيل، مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق يوم الثلاثاء. يُعد هذا المشروع حزمة تُخفض الضرائب، وتُقلص برامج شبكات الأمان الاجتماعي، وتُعزز الإنفاق العسكري، بينما تُضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين الوطني على مدى عقد من الزمان. تُثير المخاوف بشأن الدين الحكومي الأمريكي جاذبية الذهب كملاذ آمن.

المعادن الثمينة الأخرى: أداء إيجابي

في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 36.12 دولار للأونصة. كما صعد البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1356.96 دولاراً، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليبلغ 1105.68 دولاراً. تُشير هذه الارتفاعات في المعادن الثمينة الأخرى إلى اتجاه عام نحو هذه الأصول في ظل المشهد الاقتصادي والسياسي الحالي.

في النهاية تتحرك أسعار الذهب بحذر، مدفوعة بشكل رئيسي بترقب بيانات التوظيف الأمريكية الحاسمة التي ستُقدم إشارات حول مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية. ومع استمرار المخاوف بشأن مستوى الدين الأمريكي، والضغط على الفيدرالي لخفض الفائدة، ودور المخاطر الجيوسياسية، تُبقى هذه العوامل المتضاربة على دعم كامن لأسعار الذهب. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتقارير سوق العمل القادمة، والتي ستُحدد بشكل كبير مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى