أسعار الذهب ترتفع طفيفًا: ترقب لنتائج محادثات التجارة وبيانات التضخم الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا يوم الثلاثاء، حيث يترقب المستثمرون مزيدًا من الوضوح بشأن محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين. كما تتجه أنظارهم إلى بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية المقرر صدورها هذا الأسبوع، والتي قد توفر رؤى حول قرارات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية بشأن أسعار الفائدة. هذه العوامل المشتركة تُبقي سوق الذهب في حالة من الحذر والترقب.
الذهب يتماسك: الأرقام ومؤشرات السوق
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3333.89 دولار للأونصة، وذلك بعد أن انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى لها عند 3301.54 دولار في وقت سابق من الجلسة. فيما حافظت العقود الآجلة للذهب الأمريكي على استقرارها عند 3354.70 دولارا.
يرى جيجار ترافيدي، كبير محللي السلع في Reliance Securities، أن “الذهب وجد بعض الدعم وسط عمليات الشراء عند الانخفاضات، على الرغم من أن الارتفاع يفتقر إلى القناعة الصعودية. المخاوف المالية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هي المحفز لتعافي الأسعار”.
محادثات التجارة الأمريكية-الصينية: محط أنظار المستثمرين
يواصل كبار المسؤولين من أكبر اقتصادين في العالم محادثاتهم في لندن لليوم الثاني على التوالي، سعياً لنزع فتيل نزاع مرير اتسع من التعريفات الجمركية إلى قيود على المعادن النادرة.
وكانت الولايات المتحدة والصين قد فرضتا تعريفات جمركية متبادلة في أبريل، مما أشعل مخاوف الحرب التجارية. ومع ذلك، اتفق البلدان الشهر الماضي على “وقف مؤقت” للتعريفات الجمركية المتبادلة، مما أتاح بعض الارتياح للأسواق المالية. تُعد نتائج هذه المحادثات حاسمة لتحديد مسار التوترات التجارية العالمية، وأي تقدم فيها يمكن أن يؤثر على معنويات السوق وبالتالي على أسعار الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين.
بيانات التضخم الأمريكية: مؤشر رئيسي لسياسة الاحتياطي الفيدرالي
يترقب المستثمرون الآن تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) المقرر صدوره يوم الأربعاء، لتحليل مسار سياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية. ويعد تقرير مؤشر أسعار المستهلك من آخر قطع البيانات الرئيسية قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 17-18 يونيو، حيث يُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة.
يميل الذهب، الذي يعتبر ملاذا آمنا خلال فترات عدم اليقين السياسي والاقتصادي، إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. أي إشارة من بيانات التضخم تشير إلى استمرار الضغوط التضخمية قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي لتأجيل خفض أسعار الفائدة، مما قد يضغط على أسعار الذهب. على العكس، إذا جاء التضخم أضعف من المتوقع، فقد تزداد آمال خفض الفائدة، مما يدعم الذهب.
المعادن الثمينة الأخرى: الفضة والبلاتين يتألقان
في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 36.51 دولار للأنصة، لكنها لا تزال تحوم عند أعلى مستوى لها في أكثر من 13 عاما. كما تراجع البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 1206.42 دولار، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له منذ مايو 2021. بينما خسر البلاديوم 1% ليصل إلى 1063.22 دولار.
علق أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، قائلا: “بشكل عام، فإن عدم الإثارة للبيانات الاقتصادية الكلية الأخيرة، سمح للفضة والبلاتين بسرقة الأضواء، حيث تداول كلاهما مرتفعاً بشكل حاد في الجلسات الأخيرة قبل ظهور بعض علامات جني الأرباح في جلسة اليوم حتى الآن”.
ختاما تتحرك أسعار الذهب بحذر، مدفوعة بالتفاؤل حول محادثات التجارة الأمريكية-الصينية، لكنها مقيدة بترقب بيانات التضخم الأمريكية التي ستؤثر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي. في حين أن الذهب يُظهر بعض المرونة، فإن الفضة والبلاتين يواصلان التألق بفضل الطلب القوي، مما يشير إلى أن المستثمرين يتجهون نحو المعادن الثمينة ككل في ظل حالة عدم اليقين العالمية.
اقرأ أيضا…