تراجع حاد في أسعار النفط مع تصاعد التوتر التجاري

تراجعت أسعار النفط يوم الاثنين بنسبة تقارب 4% لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2021، وهبطت عقود برنت الآجلة بمقدار 2.43 دولار لتسجل 63.15 دولار للبرميل وقت نشر هذا التقرير، بينما انخفضت عقود غرب تكساس الأمريكي بمقدار 2.42 دولار لتسجل 59.57 دولار للبرميل.
وجاء هذا الهبوط بعد تراجع حاد بنسبة 7% يوم الجمعة، مع تصاعد الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين.
المخاوف من الركود وتأثير قرارات أوبك
أثارت التوترات التجارية المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود قد يقلل الطلب على النفط، وخفضت عدة بنوك استثمارية توقعاتها للنمو الاقتصادي ورفعت احتمال الركود.
وتوقعت جولدمان ساكس احتمال ركود بنسبة 45% في الولايات المتحدة خلال العام المقبل، بينما أشارت جي بي مورجان إلى احتمال ركود بنسبة 60% على الصعيدين الأمريكي والعالمي، هذه التوقعات زادت الضغوط على أسعار النفط ودعت المستثمرين إلى البيع.
و أيضا أعلنت المملكة العربية السعودية عن خفض حاد في أسعار البيع لعملائها في آسيا لشهر مايو، ليصل السعر إلى أدنى مستوى خلال أربعة أشهر.
وأشار محللون إلى أن هذه الخطوة تعكس اعتقاد الرياض بأن الرسوم الجمركية ستؤثر سلبا على الطلب على النفط، وعند انخفاض الأسعار الرسمية، يضطر المنتجون الآخرون إلى خفض أسعارهم للحفاظ على حصصهم السوقية، مما يزيد الضغط على الأسعار العالمية.
قررت منظمة أوبك وحلفاؤها، المعروفة باسم أوبك+، تقديم خطط زيادة الإنتاج. تعتزم المجموعة إعادة 411 ألف برميل يوميا إلى السوق في مايو، بدلا من 135 ألف برميل كما كان مخططا سابقا.
ووصف محللون هذا القرار بأنه تغيير جذري في ديناميكية العرض والطلب، وأن زيادة المعروض تشكل رياحا معاكسة كبيرة للأسعار التي كانت تدعمها التخفيضات السابقة.
تأثير الرسوم الجمركية والتوترات التجارية على أسعار النفط
تضمنت الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة إعفاء النفط والغاز والمنتجات المكررة، لكن المستثمرين يخشون من أن تؤدي هذه السياسات إلى تباطؤ النمو وزيادة التضخم.
وردت الصين بفرض رسوم إضافية بنسبة 34% على السلع الأمريكية، مما زاد من حالة عدم اليقين، وصرح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أن هذه الرسوم أكبر مما كان متوقعا وأن آثارها الاقتصادية قد تكون أوسع وأعمق.
وقد عززت هذه التصريحات مخاوف السوق من أن يؤدي النزاع التجاري إلى تراجع الطلب على الطاقة.
توقعات السوق المستقبلية
يرى محللون أن النفط قد يواجه المزيد من الضغوط إذا استمرت التوترات التجارية وتفاقمت مخاطر الركود، وبينما يراقب المستثمرون بيانات النمو والوظائف لتقييم صحة الاقتصاد، يظل التوازن بين العرض والطلب عاملا حاسما.
وإذا انخفض الطلب بسبب الركود أو ارتفاع المخزون، فقد تستمر الأسعار في الهبوط. أما إذا هدأت التوترات التجارية وعاد الطلب للصعود، فقد يلقى النفط دعما ويستعيد جزءا من خسائره.
ويظل سوق النفط في حالة ترقب لأي تطورات جديدة قد تغير مسار الأسعار في الأسابيع المقبلة.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد