استقرار أسعار النفط وسط ترقب إعلان تعريفات جديدة من إدارة ترامب

أبريل 2, 2025آخر تحديث: أبريل 2, 2025

0 63 3 دقائق

شهدت أسعار النفط استقرارا ملحوظا يوم الأربعاء، في ظل حالة من الحذر الشديد من قبل المتداولين قبل صدور إعلان جديد عن التعريفات الجمركية من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وقد جاء هذا الترقب وسط مخاوف من أن تؤدي تلك الرسوم إلى تأجيج حرب تجارية عالمية قد تُضعف الطلب على النفط وتؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي.

تحركات الأسعار في الأسواق

وفقا للبيانات الصادرة، انخفضت أسعار خام برنت بشكل طفيف، حيث تراجع السعر بمقدار 7 سنتات (0.09%) ليصل إلى 74.42 دولار للبرميل وقت نشر هذ التقرير.

وعلى الجانب الآخر، سجل خام غرب تكساس الأمريكي انخفاضا بمقدار 5 سنتات (0.07%) ليصل إلى 71.15 دولار للبرميل.

تجدر الإشارة إلى أن العقود الآجلة، وخاصة عقد برنت الأمامي الذي يتداول حاليا بسعر 74.06 دولار، كانت قد وصلت إلى مستويات مرتفعة خلال الجلسة السابقة قبل أن تستقر الأسعار في وقت لاحق.

تأثير سياسات ترامب على الأسعار

أكدت إدارة البيت الأبيض يوم الثلاثاء أن الرئيس ترامب سيعلن عن تعريفات جديدة يوم الأربعاء، دون تقديم تفاصيل حول حجم أو نطاق هذه الرسوم الجمركية.

وتعد هذه الإجراءات جزءا من سياسات تجارية أكثر صرامة قد تستخدم للضغط على الدول المصدرة للنفط، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية. إذ يعتقد أن هذه السياسات قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم، تباطؤ النمو الاقتصادي، وتصاعد النزاعات التجارية، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا على الطلب العالمي على النفط.

ويقول محلل شركة UBS أول هانزبي: “على الرغم من أن التعريفات المشددة على إيران وفنزويلا وروسيا قد تُحد من العرض العالمي، فإن التعريفات الأمريكية قد تُضعف النمو الاقتصادي، مما سيؤثر سلبًا على الطلب على النفط على المدى الطويل.”

تقييم المخاطر في ظل التعريفات الجمركية

يشير محللو السوق إلى أن المخاطر الحالية تتجه نحو الجانب السلبي، إذ أن تدابير التعريفات الجمركية الأضعف من المتوقع قد لا تدفع الأسعار للارتفاع بشكل كبير، بينما قد تؤدي الإجراءات الأكثر صرامة إلى حدوث تصحيح حاد في السوق. وقد كتب محللو شركة BMI في مذكرة:

“تظل المخاطر مائلة إلى الجانب السلبي؛ إذ إن تدابير التعريفات الجمركية الأضعف قد لا تؤدي إلى انتعاش قوي في سعر برنت، بينما قد تؤدي التدابير الأقسى إلى حدوث بيع جماعي واسع.”

التهديدات الإضافية وتداعياتها

بالإضافة إلى التعريفات الجمركية على السيارات، قام ترامب مؤخرا بتوجيه تهديدات بفرض تعريفات ثانوية على المشترين للنفط الروسي، مما يضيف بعداً آخر لعدم اليقين في الأسواق.

كما وجه تهديدات مماثلة لإيران، محذرا من اتخاذ إجراءات عسكرية إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي.

ويعتبر هذا التصعيد جزءا من حملة “الضغط الأقصى” التي تتبعها إدارة ترامب لتقييد صادرات النفط من الدول المستهدفة، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل العرض العالمي ودعم الأسعار مؤقتا.

بيانات المخزونات الأمريكية

أسهمت بيانات مخزونات النفط الأمريكية في توفير دعم إضافي لأسعار النفط. فقد أفادت مصادر أن مخزونات النفط الخام الأمريكية ارتفعت بمقدار 6 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 مارس، بينما انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.6 مليون برميل، وتراجعت مخزونات المشتقات النفطية (الديزل والوقود الثقيل) بمقدار 11,000 برميل.

وتظهر هذه البيانات تباينا في الإمدادات والطلب، إذ يشير انخفاض مخزونات البنزين والمشتقات إلى طلب صحي قوي في ظل انخفاض المخزونات، مما يدعم الأسعار على المدى القصير.

توقعات وآفاق السوق

يتابع المستثمرون عن كثب التطورات القادمة، حيث ينتظر صدور البيانات الرسمية لمخزونات النفط من إدارة معلومات الطاقة (EIA) في وقت لاحق من يوم الأربعاء.

وستساعد هذه البيانات في توضيح مدى تأثير سياسات التعريفات الجمركية الجديدة على توازن العرض والطلب العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المستثمرون عن كثب الأوضاع الجيوسياسية، بما في ذلك التوترات في مناطق النزاعات والضغوط على الدول المنتجة للنفط، مثل إيران وروسيا، حيث يتوقع أن تؤدي أي إجراءات جديدة إلى مزيد من التذبذب في الأسعار.

كما يتوقع المحللون أن تبقى التعريفات الجمركية الجديدة وتحديثات السياسات التجارية جزءا من المشهد الاقتصادي في الأشهر القادمة، مما سيشكل تحديا مستمرا لأسواق النفط.

في ظل هذه الحالة، يبقى المستثمرون في حالة ترقب، ويتجهون إلى اتخاذ مواقف احترازية حتى يتضح تأثير هذه السياسات على نمو الطلب العالمي على النفط.

في النهاية يظل سوق النفط في حالة من الاستقرار النسبي يوم الثلاثاء، رغم الضغوط المتزايدة الناتجة عن تهديدات ترامب بفرض تعريفات جديدة على واردات النفط والسلع الأمريكية.

اقرأ أيضا…