أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

ارتفاع الدولار الأمريكي وسط ترقب لسياسة الفيدرالي

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعا ملحوظا يوم الخميس بعد أن أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه ليس في عجلة من أمره لتخفيض أسعار الفائدة في الفترة القادمة، في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن السياسات التجارية التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب.

وقد ساعدت هذه التصريحات على تعزيز ثقة المستثمرين في الدولار، خاصةً مع استمرار المخاوف من تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد الأمريكي والنمو العالمي.

تأثير قرار الاحتياطي الفيدرالي على الدولار

أوضح جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، في تصريحاته أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ليست في عجلة من أمرها لتخفيض أسعار الفائدة، وأنها ستظل محافظة على المعدل الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.5%.

وقد أدى هذا الموقف الحذر إلى استقرار الدولار وارتفاعه ضمن نطاق ضيق، إذ ارتفع مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.3% ليصل إلى 103.215 نقطة، وهو ما يعد انعكاسا مباشرا لتوقعات السوق التي تشير إلى عدم تغيير أسعار الفائدة في الوقت الراهن.

على الرغم من أن بعض المتداولين كانوا يتوقعون تخفيضات فورية، فإن باول أكد أن تأثير التعريفات الجمركية والسياسات الحمائية، خاصة تلك التي ينفذها ترامب، لا تزال تشكل تحديا كبيرا للاقتصاد الأمريكي، مما يبطئ من مسار تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة.

المخاوف الاقتصادية وتأثيرها على السوق

تشهد الأسواق حاليا حالة من عدم اليقين نتيجة للتوترات الاقتصادية العالمية، إذ جاءت بيانات مبيعات التجزئة وأسواق العمل الأمريكية بمستويات لم تكن مشجعة، مما زاد من مخاوف المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي.

كما أشار بعض المحللين إلى أن السياسات التجارية التشديدية التي ينتهجها الرئيس ترامب قد تؤدي إلى تأثير سلبي على الاقتصاد الأمريكي، حيث قد تزيد من تكلفة السلع وترفع معدلات التضخم، وهو ما يضعف ثقة المستثمرين في المستقبل الاقتصادي.

وتؤثر هذه المخاوف أيضا على الأسواق العالمية، إذ أن عدم اليقين الناتج عن السياسات التجارية يؤدي إلى تقلبات شديدة في أسعار العملات الأجنبية، حيث يشهد الدولار ارتفاعا على خلفية تدفقات الملاذ الآمن بينما تنخفض عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني نتيجة للتحديات الاقتصادية.

وفي هذا السياق، ذكر محلل من TD Securities، جاياتي بهاردواج، أن البيانات الاقتصادية الأخيرة قد ساعدت في تخفيف المخاوف من تباطؤ النمو، مما دفع السوق إلى إعادة تقييم المخاوف السلبية حول الاقتصاد الأمريكي.

تأثير السياسات النقدية العالمية وتوجهات البنوك المركزية

على الجانب الأوروبي، شهدت عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني تذبذبات، إذ تراجعت قيمة اليورو بنسبة 0.7% مقابل الدولار ليصل إلى 1.0828 دولار، فيما تراجعت الجنيه الاسترليني قليلا نتيجة لتوقعات استمرار بنك إنجلترا في الحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير، في ظل ارتفاع معدلات التضخم المحلية التي تجاوزت الهدف المحدد بنسبة 2%.

كما تأثرت العملات الأخرى، حيث شهد اليوان الصيني ارتفاعا طفيفا أمام الدولار مع توقعات من بنك الشعب الصيني بمزيد من التطورات خلال اجتماعه القادم.

وفي اليابان، بقيت أسعار الفائدة عند مستوى 0.5% بعد قرار بنك اليابان بالحفاظ عليها، رغم أن بعض التقارير أشارت إلى احتمالية المزيد من الارتفاعات في المستقبل إذا ما تصاعدت الضغوط الاقتصادية.

نظرة مستقبلية وتوقعات السوق

تتجه توقعات السوق حاليا نحو ترقب المزيد من البيانات الاقتصادية المهمة، خاصة تقارير الناتج المحلي الإجمالي ومبيعات التجزئة وسوق العمل، التي ستحدد مدى تأثير السياسات التجارية على النمو الاقتصادي الأمريكي.

ومن جهة أخرى، يتوقع أن تبقي التوقعات الراهنة لتخفيضات أسعار الفائدة على مستوى 63 نقطة أساس خلال العام، ما يعكس تباين آراء المسؤولين بين عدم التسرع في خفض الأسعار وبين الحاجة إلى دعم الاقتصاد في حالة تفاقم ضغوط التضخم.

أخيرا، يشير الوضع الحالي إلى أن الدولار الأمريكي قد يستفيد على المدى القريب من حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، مما يدفع المستثمرين إلى تبني مراكز آمنة في ظل تقلبات الأسواق المالية.

ومع ذلك، فإن المستقبل لا يزال يحمل العديد من التحديات والتغيرات المحتملة في السياسات النقدية والتجارية، وهو ما سيُشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مسار الاقتصاد العالمي وأسعار العملات الأجنبية في الأشهر القادمة.

في النهاية يظل الدولار الأمريكي في موقع حساس وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي الناجمة عن السياسات التجارية الحمائية وتذبذب البيانات الاقتصادية.

بينما يبقي الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن، يتوقع السوق استمرار ضغوط عدم اليقين مع احتمالية حدوث تخفيضات مستقبلية إذا ما تراجعت الضغوط التضخمية.

وفي ظل هذه البيئة المتقلبة، يظل المستثمرون على أهبة الاستعداد لمراقبة التطورات الاقتصادية والسياسية عن كثب، مما سيحدد مدى استقرار الدولار وتأثيره على الأسواق العالمية في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى