تراجع سعر الدولار بعد صدور بيانات أسعار المنتجين الأساسي

شهد سعر الدولار انخفاضا يوم الخميس بعد صدور بيانات أسعار الإنتاج التي أشارت إلى احتمال انخفاض تضخم PCE الأساسي، وهو المؤشر المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم.
وجاءت هذه البيانات رغم ارتفاع أسعار الإنتاج أكثر مما توقعه الاقتصاديون. تبين أن بعض المكونات الفرعية في تقرير أسعار الإنتاج تشير إلى أن التضخم في مؤشر PCE قد لا يكون مرتفعا كما يشير إليه مؤشر أسعار المستهلك.
هذا الانخفاض المحتمل يدفع المستثمرين إلى توقع أن يحتفظ البنك المركزي الأمريكي بأسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول.
تفاصيل تقرير أسعار الإنتاج
أصدرت هيئة إحصاءات العمل تقرير أسعار الإنتاج لشهر يناير، حيث سجلت الأسعار زيادة بنسبة 0.4% بعد تعديل موسمي، وهو ما يتجاوز التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 0.3%.
وجاء هذا التقرير بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر يناير التي سجلت ارتفاعا بنسبة 0.5%، مما رفع معدل التضخم السنوي إلى 3%.
ورغم ارتفاع أسعار الإنتاج، تشير بعض المكونات الفرعية في التقرير إلى أن التضخم في مؤشر PCE الأساسي قد يكون أقل من المتوقع.
وقد أشار محلل الاستراتيجيات الاقتصادية في State Street Global Markets، نويل ديكسون، إلى أن بعض العناصر توحي بأن التضخم في مؤشر PCE الأساسي ليس مرتفعا كما أظهر مؤشر أسعار المستهلك.
تأثير البيانات على توقعات أسعار الفائدة وسعر الدولار
تؤثر هذه البيانات الاقتصادية على توقعات سوق أسعار الفائدة، إذ بدأ متداولو العقود الآجلة بتسعير تخفيضات أقل لأسعار الفائدة خلال الفترة القادمة. في السابق، حيث كانت التوقعات تشير إلى تخفيضات تبلغ حوالي 37 نقطة أساس، ثم انخفضت إلى حوالي 29 نقطة أساس قبل صدور تقرير أسعار الإنتاج.
وبعد صدور بيانات أسعار الإنتاج، ارتفعت التوقعات إلى حوالي 31 نقطة أساس بحلول ديسمبر. يشير هذا التغيير إلى أن السوق يتوقع أن يحتفظ الاحتياطي الفيدرالي بأسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول. في هذا السياق، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.45% ليصل إلى 107.40 نقطة، مما جعل الدولار أقل جاذبية أمام العملات الأخرى مثل اليورو والين الياباني.
تأثير البيانات الدولية والعوامل الأخرى
يواجه سعر الدولار أيضا تأثيرا من عوامل دولية أخرى. فقد شهد اليورو ارتفاعا بنسبة 0.5% ليصل إلى 1.0434 دولار، كما اشتدت حركة الين الياباني، حيث ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.56% ليصل إلى 153.56 ين لكل دولار. كما دعم تفاؤل بعض المستثمرين بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا سعر اليورو.
وتحدث الرئيس ترامب مع الرئيس بوتين والرئيس زيلينسكي بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام، وهو ما زاد من تفاؤل بعض المستثمرين.
ومع ذلك، ظل سعر الدولار جذابا بسبب النمو الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة الذي يتجاوز المتوسط العام. كما أثرت السياسات الأمريكية مثل التعريفات الجمركية وقيود الهجرة على توقعات التضخم والنمو في منطقة اليورو، مما يضع ضغطا إضافيا على الدولار.
التوقعات المستقبلية وأثر البيانات القادمة
من المقرر صدور تقرير مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي (PCE) في 28 فبراير، وهو التقرير الذي يعتمد عليه الاحتياطي الفيدرالي لتحديد سياساته النقدية.
وقام الاقتصاديون في Morgan Stanley بتعديل توقعاتهم لتضخم PCE الأساسي لشهر يناير إلى 0.3% بدلا من 0.4% بعد صدور تقرير أسعار الإنتاج.
وتعكس هذه التعديلات أهمية البيانات في توجيه سياسات البنك المركزي الأمريكي، وإن استمرار ضغط الأسعار على مستوى الإنتاج والمستهلك سيجبر البنك المركزي على تبني موقف أكثر تشددا في السياسة النقدية، مما قد يؤثر على سعر الدولار في المستقبل.
ويظل سعر الدولار أداة هامة في تقييم صحة الاقتصاد الأمريكي، حيث يشير الانخفاض الأخير في مؤشر الدولار إلى أن بعض البيانات الاقتصادية قد تخفف من حدة التضخم، مما يدعم توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وفي الوقت نفسه، تظل العوامل الدولية والسياسات التجارية جزءا من المشهد الاقتصادي، مما يخلق بيئة معقدة للمستثمرين، ومن المهم متابعة التقارير الاقتصادية القادمة لتحديد اتجاهات التضخم والنمو، ولتقييم تأثيرها على سعر الدولار وعلى قرارات الاحتياطي الفيدرالي.
اقرأ أيضا…