استقرار أسعار الذهب مع ترقب عودة ترامب إلى البيت الأبيض
شهدت أسعار الذهب استقرارا يوم الاثنين، مدعومة بضعف الدولار الأمريكي، بينما يترقب المستثمرون تنصيب دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية وخطابه الافتتاحي، الذي ينتظر أن يكشف عن تأثير سياساته الاقتصادية المقبلة على الاقتصاد وتوقعات أسعار الفائدة.
أداء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى
ارتفع سعر الذهب الفوري بشكل طفيف بنسبة 0.1% ليصل إلى 2704.85 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير. في المقابل، تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% لتسجل 2747.10 دولار. وشهدت الأسواق تداولات ضعيفة نسبيا بسبب إغلاق الأسواق الأمريكية احتفالا بيوم مارتن لوثر كينغ الابن.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.2% إلى 30.29 دولار للأوقية، بينما انخفض سعر البلاديوم بنسبة 0.7% إلى 936.35 دولار، وسعر البلاتين بنسبة 0.6% إلى 942.25 دولار.
تأثير سياسات ترامب على أسعار الذهب
من المقرر أن يؤدي دونالد ترامب اليمين الدستورية في اليوم معلنا بداية ولايته الرئاسية الثانية. وتتابع الأسواق عن كثب خطابه الافتتاحي للحصول على إشارات حول توجهاته بشأن التعريفات الجمركية والتضخم والسياسات الاقتصادية العامة.
وأشار المحلل في بنك UBS، جيوفاني ستاونووفو، إلى التأثير المحتمل لرئاسة ترامب على الأسواق. وقال: من المتوقع أن تؤدي رئاسة ترامب إلى زيادة التقلبات في الأسواق، بينما قد تسهم بعض سياساته في الإبقاء على معدلات التضخم مرتفعة لفترات طويلة. وهذا من شأنه أن يدعم الأصول الآمنة مثل الذهب.
ويعتبر الذهب ملاذا آمنا ضد التضخم. ومع ذلك، فإن السياسات الجمركية التي يقترحها ترامب، بما في ذلك الرسوم الإضافية على الواردات من الصين وكندا والمكسيك، قد تؤثر على ديناميكيات التضخم. وقد تدفع هذه السياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما قد يقلل من جاذبية الذهب كأصل لا يحقق عائدا.
الرسوم الجمركية وإعفاء الذهب
اقترح ترامب رسوما جمركية كبيرة، بما في ذلك 10% على الواردات العالمية، و60% على المنتجات الصينية، و25% على الواردات من كندا والمكسيك. ورغم أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى اضطرابات تجارية، يعتقد المحللون أن الذهب قد يعفى من الرسوم الجمركية الشاملة بسبب مكانته كأصل مالي.
وقد أشارت مؤسسة جولدمان ساكس إلى أن احتمالية فرض رسوم فعالة بنسبة 10% على الذهب خلال الـ 12 شهرا القادمة لا تتجاوز 10%. من شأن هذا الإعفاء أن يحمي الذهب من التأثير المباشر للسياسات الحمائية، مما يعزز دوره كملاذ آمن رئيسي.
ويرى أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أن مستوى المقاومة 2725 دولار يعد حاسما. وقال: على المدى القصير، قد نواجه صعوبة في اختراق هذا المستوى حتى نحصل على صورة أوضح لسياسات ترامب وتأثيرها على الدولار والعوائد وتوقعات خفض أسعار الفائدة.
وأشار هانسن إلى أهمية مراقبة أخبار الرسوم الجمركية والإنفاق الحكومي، نظرا لتأثيرها الكبير على النمو الاقتصادي ووضع الدين المالي.
العوامل المؤثرة وضعف الدولار
شهد الذهب مؤخرًا دعما بفضل عدة عوامل، بما في ذلك بيانات تضخم أقل من المتوقع وتعليقات متفائلة من كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وقد أدت هذه التطورات إلى تعديل توقعات المتداولين، حيث أصبحوا يتوقعون خفضين في أسعار الفائدة خلال عام 2025 مقارنة بتوقعات سابقة بخفض واحد فقط.
كما انخفض مؤشر الدولار (.DXY) بنسبة 0.2%، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، حيث يؤدي ضعف الدولار إلى خفض تكلفة الأصول المقومة بالدولار لحائزي العملات الأخرى.
توقعات أسعار الذهب
من المتوقع أن تواصل أسعار الذهب استفادتها من سياسات ترامب التضخمية المحتملة، بالإضافة إلى التقلبات المستمرة في الأسواق وضعف الدولار. ومع ذلك، فإن احتمال استمرار أسعار الفائدة المرتفعة لفترات طويلة قد يشكل تحديًا أمام المعدن النفيس.
ومع تكيف الأسواق مع سياسات الإدارة الجديدة، ستعكس أسعار الذهب دوره المزدوج كملاذ آمن وكأداة للتحوط ضد التضخم، متأثرة بالتفاعل المعقد بين العوامل الاقتصادية والسياسية.
وبينما تثير سياسات الإدارة الجديدة الكثير من القلق الجيوسياسي، فأن هناك أمرا واحدا واضحا سيصب في صالح الذهب، وهو أن ترامب لن يخفض الإنفاق، ولن يسعى لتحقيق التوازن في الميزانية ولن يتبنى سياسة تقشفية.
وأن هذا التوجه سيزيد من جاذبية الذهب للمستثمرين، الذين يتوقعون استمرار ضعف العملات الورقية العالمية بفعل التوسع النقدي. وأن هذه العوامل أسهمت في ارتفاع أسعار البيتكوين، التي تجاوزت 105,000 دولار هذا الأسبوع.
اقرأ أيضا…