ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر

سجلت أسعار الذهب يوم الجمعة ارتفاعا كبيرا لتقترب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، محققة مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي. وجاء هذا الارتفاع بعد دعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض أسعار الفائدة، إلى جانب استمرار حالة الغموض بشأن السياسات الجمركية، مما أثر على الدولار ودفع المستثمرين نحو المعدن النفيس كملاذ آمن.
صعود أسعار الذهب والعقود الآجلة
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 2770.39 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، محققا مكاسب تجاوزت 2% خلال الأسبوع، وفي وقت سابق من اليوم، صعدت الأسعار إلى 2777.10 دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ 31 أكتوبر، عندما بلغت أعلى مستوى قياسي عند 2790.15 دولار.
كما سجلت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة زيادة بنسبة 0.4% لتصل إلى 2777.10 دولارًا.
ضعف الدولار يعزز جاذبية أسعار الذهب
شهد مؤشر الدولار (DXY) انخفاضا بأكثر من 1% هذا الأسبوع، متجها نحو أكبر انخفاض أسبوعي له في شهرين. ويجعل هذا التراجع الذهب أكثر جاذبية للمشترين الدوليين بسبب انخفاض تكلفته مقارنة بالعملات الأخرى.
وقال جيغار تريفيدي، كبير المحللين في شركة Reliance Securities: انخفض الدولار بعد تصريحات الرئيس ترامب التي خالفت توقعات السوق. ويأتي هذا التراجع نتيجة عدم تنفيذ ترامب لرسوم جمركية صارمة منذ توليه منصبه.
تصريحات ترامب تزيد من تقلبات السوق
خلال كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي، دعا الرئيس ترامب إلى خفض فوري وكبير لأسعار الفائدة عالميا. ومع ذلك، لم يقدم ترامب تفاصيل واضحة بشأن الرسوم الجمركية، مما أثار حالة من عدم اليقين بين المستثمرين ودفعهم إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن للتحوط من تقلبات السوق.
كما تعرض الدولار لضغوط بيع بعد تنصيب ترامب، حيث كان المستثمرون يتوقعون إعلانات حاسمة بشأن الرسوم الجمركية التي لم تتحقق حتى الآن.
قرارات البنوك المركزية وتأثيرها على الذهب
في تطور بارز، رفع بنك اليابان (BoJ) أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008. أدى هذا القرار إلى تعزيز قيمة الين الياباني، مما أضعف الدولار الأمريكي وزاد من دعم أسعار الذهب.
وكانت زيادة الفائدة من بنك اليابان متوقعة، وقد ساهمت في تعزيز الين، مما ألقى مزيدًا من الضغوط على الدولار وأدى إلى خلق بيئة إيجابية لصالح الذهب.
قرارات الفائدة المرتقبة وتأثيرها المحتمل
تترقب الأسواق المالية الأسبوع المقبل إعلانات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي (ECB).
وعلى الرغم من ذلك، يرى المتداولون احتمالية ضئيلة جدا لخفض الفائدة من قبل الفيدرالي، وفقًا لأداة CME FedWatch. وقد يقلل غياب خفض الفائدة من جاذبية الذهب غير المربح على المدى القصير.
ولكن محللين مثل كايل رودا، استراتيجي الأسواق المالية، يظلون متفائلين بشأن أسعار الذهب. وصرح رودا قائلا: الاتجاه العام للذهب يظل إيجابيًا، ونحن ما زلنا في طريقنا للوصول إلى المستوى الهام 3000 دولار للأوقية قبل نهاية العام.
ارتفاع المعادن الثمينة الأخرى
ساهم ارتفاع أسعار الذهب في دعم المعادن الثمينة الأخرى. حيث ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1.2% لتصل إلى 30.82 دولارًا للأوقية، بينما زاد البلاديوم بنسبة 1.5% ليصل إلى 1006.48 دولارًا، وارتفع البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 952.70 دولارًا. وقد سجلت جميع المعادن الثلاثة مكاسب أسبوعية مدعومة بضعف الدولار وزيادة الطلب من المستثمرين.
ختاما تؤكد مكاسب الذهب الأخيرة دوره كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. ومع دعوات ترامب لخفض أسعار الفائدة والغموض المستمر بشأن الرسوم الجمركية الذي يزيد من تقلبات الأسواق المالية، يظل الذهب خيارا مفضلا للمستثمرين. ومع اقتراب إعلانات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، يبدو أن النظرة المستقبلية للذهب لا تزال مشرقة، مع توقعات بمزيد من الارتفاعات خلال الأشهر المقبلة.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد