أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار وعائدات السندات: الأنظار على بيانات التضخم الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا يوم الأربعاء نتيجة لتراجع الدولار الأمريكي وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، بينما يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية لفهم الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بأسعار الفائدة.

أداء الذهب والمعادن النفيسة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعا بنسبة 0.2% ليصل إلى 2,683.62 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.7% لتصل إلى 2,701.80 دولار. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الفضة  بنسبة 0.4% إلى 30.00 دولار للأوقية، بينما استقرت أسعار البلاتين عند 935.60 دولار، وزاد البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 941.25 دولار للأوقية.

وتراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى. إضافة إلى ذلك، انخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، مما أدى إلى زيادة الإقبال على المعدن النفيس الذي يعتبر ملاذا آمنا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

التركيز على بيانات التضخم وتأثيرها على قرارات الفائدة

من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأمريكية في وقت لاحق اليوم، وتشير التوقعات إلى ارتفاع سنوي بنسبة 2.9% مقارنة بـ2.7% في نوفمبر 2024، وزيادة شهرية بنسبة 0.3%. وتعد هذه البيانات مؤشرا رئيسيا لقياس التضخم، وهي محط أنظار المستثمرين لفهم توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.

وصرّح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، أن الأسواق في حالة ترقب للبيانات لتقييم تأثيرها على احتمالات خفض أسعار الفائدة. وأوضح أن القراءة المنخفضة بشكل غير متوقع قد تدفع الأسواق للاعتقاد بأن مسار خفض الفائدة لا يزال قائما، حيث يتوقع السوق حاليا خفضا واحدا فقط خلال هذا العام.

السياسات الاقتصادية تزيد من حالة عدم اليقين

يأتي هذا في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب لولاية ثانية الأسبوع المقبل. ومع وعود ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على الواردات، تزداد المخاوف من أن تؤدي هذه السياسات إلى زيادة التضخم وتحد من قدرة الاحتياطي الفيدرالي على تخفيف السياسة النقدية.

الذهب، الذي يُستخدم تقليديًا كوسيلة للتحوط ضد التضخم، قد يجد دعمًا إضافيًا في ظل هذه الأوضاع. ومع ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الذهب لأنه لا يحقق عوائد ثابتة مثل الأصول الأخرى.

توقعات إيجابية للذهب في 2025

رغم التذبذب الحالي في الأسعار، يرى الخبراء أن الذهب سيظل يتمتع بمحفزات قوية تدعمه خلال العام الجاري. كريس مانشيني، مدير محفظة في Gabelli Gold Fund، أشار إلى أن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي وتأثيرها على التضخم سيشكلان عوامل رئيسية في دعم أسعار الذهب.

وقال مانشيني: “ما يحدث للتضخم سيحدد مصير الذهب. أعتقد أن الذهب سيواصل الارتفاع بسبب حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن الاقتصاد.” وأوضح أن السياسات الاقتصادية للرئيس ترامب، مثل توسيع التخفيضات الضريبية ودعم قطاع التصنيع، ستؤدي إلى زيادة السيولة في السوق، مما يعزز الضغوط التضخمية.

قطاع التعدين يقدم فرصا استثمارية

إلى جانب توقعات ارتفاع أسعار الذهب، يعتقد المحللون أن قطاع التعدين سيشهد تحولًا إيجابيًا في العام الجاري. وأوضح مانشيني أن هذا القطاع، الذي عانى سابقًا من ضعف إدارة رأس المال، بدأ يظهر علامات تحسن.

نصح مانشيني المستثمرين بالتركيز على الشركات المنتجة حاليًا، خاصة الصغيرة التي تمتلك مناجم عالية الجودة. وأشار إلى أن هذه الشركات قد تكون أهدافًا للاستحواذ من قبل الشركات الكبرى التي تسعى لزيادة إنتاجها.

ختاما في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، يبقى الذهب خيارا استثماريا قويا. ومع توقعات بارتفاع أسعاره نحو مستوى 3,000 دولار للأوقية، قد يشهد القطاع المعدني تحولا إيجابيا يعيد جاذبيته للمستثمرين. وبينما يظل التضخم والسياسات الاقتصادية محط الأنظار، فإن الذهب يتوقع أن يكون أحد الأصول الأكثر جاذبية في عام 2025.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى