سعر الدولار يستقر قبيل تنصيب ترامب لكن هل هو مسعر بشكل عادل؟

استقر سعر الدولار الأمريكي يوم الجمعة، لكنه في طريقه لإنهاء الأسبوع على انخفاض بعد سلسلة مكاسب استمرت ستة أسابيع، بينما يترقب المستثمرون تنصيب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة ويراقبون سياسات الإدارة القادمة.
وسجل مؤشر الدولار DXY الذي يقيس أداء سعر الدولار أمام ستة عملات رئيسية وقت نشر هذا التقرير مستوى 109.01.
الأسواق تتحرك بناء على بيانات التضخم وتصريحات الاحتياطي الفيدرالي
تلقت الأسواق استراحة من البيع المكثف في سوق السندات بعد بيانات التضخم الأساسية الأمريكية الأضعف من المتوقع يوم الأربعاء، إلى جانب تصريحات عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس، التي أشار فيها إلى إمكانية تخفيض أسعار الفائدة ثلاث أو أربع مرات هذا العام إذا دعمت البيانات ذلك.
هذا دفع الأسواق لزيادة رهاناتها على تخفيضات الفائدة في 2025، مما زاد من الضغط على الدولار قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
حاليا، تسعر أسواق المال حوالي 43 نقطة أساس من تخفيضات الفائدة الأمريكية في 2025.
ترقب خطاب تنصيب ترامب
ينتظر المستثمرون خطاب ترامب يوم الاثنين للحصول على فكرة أوضح عن خطواته السياسية، وسط توقعات بفترة متقلبة للأسواق.
وقالت فيونا سينكوتا، محللة الأسواق في City Index: “ما سيحدث بعد ذلك يعتمد بشكل كبير على ما سنسمعه من ترامب، وما سيفعله، والسياسات التي سيطبقها في أيامه وأسابيعه الأولى.”
وأضافت سينكوتا أنها ستراقب معنويات السوق في وقت لاحق من الجلسة: “سيكون من المثير رؤية ما سيحدث في نهاية جلسة اليوم… هل المستثمرون مستعدون لتحمل المخاطر مع دخول الأسبوع المقبل، أم أننا سنشهد بعض عمليات البيع قبل عطلة نهاية الأسبوع.”
سعر الدولار الأمريكي “المبالغ في قيمته”
في عالم الاقتصاد، هناك بعض الظواهر التي تثير تساؤلات، وأحد الأمثلة البارزة هو تصاعد دخل ولاية ميسيسيبي الأمريكية للفرد، التي تعد أفقر الولايات في الولايات المتحدة، ليصبح أعلى من دخل الفرد في المملكة المتحدة أو اليابان.
ورغم أن بعض الأشخاص يرون في هذا المثال تجسيدا للاستثنائية الأمريكية، إلا أن البعض الآخر يعزو هذا إلى ارتفاع كبير في الإنفاق على الرعاية الصحية أو إلى عيوب في قياس الناتج المحلي الإجمالي للفرد.
يشير الأمر إلى أن الدولار الأمريكي قد يكون مبالغا في قيمته. ويعتقد أن هذا يعود جزئيا إلى السياسات المالية الأمريكية المفرطة، التي رفعت قيمة الدولار إلى مستويات غير مستدامة.
لماذا يعتبر الدولار الأمريكي مبالغا في قيمته؟
- الاستثنائية الأمريكية ليست دائما لصالح الدولار: رغم تفوق الاقتصاد الأمريكي، فإن جزءا من هذا التفوق يرجع إلى السياسات المالية التوسعية، مثل ارتفاع العجز المالي الأمريكي، ما يساهم في ارتفاع قيمة الدولار بشكل غير مبرر.
- الإنفاق الفيدرالي الأمريكي غير مستدام: الإنفاق الفيدرالي الأمريكي ارتفع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويظل أكبر من الإيرادات. هذا العجز المالي قد يؤثر في قوة الدولار على المدى البعيد.
- التضخم وفقدان التنافسية: الولايات المتحدة شهدت تضخما قويا خلال السنوات الماضية، مما أثر في قدرتها التنافسية على المستوى العالمي، حيث أن تكلفة الإنتاج في الولايات المتحدة أعلى بشكل كبير مقارنة ببعض الدول الأخرى. وهذا قد يؤدي في النهاية إلى انخفاض قيمة الدولار، حيث يفقد الاقتصاد الأمريكي تنافسيته في سوق السلع العالمية.
- نموذج التقييم: يظهر نموذج التقييم الذي يستخدمه أن الدولار الأمريكي مبالغ في قيمته بنسبة 22% مقارنةً مع عملات مجموعة العشرة الكبرى. هذه الزيادة في القيمة هي الأعلى منذ عام 2002، حيث يبدو الدولار مبالغا في قيمته بشكل كبير ضد عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني.
هل سيحدث تراجع في قيمة الدولار؟
بناء على هذه التقديرات، السؤال الآن هو: ما الذي قد يؤدي إلى تراجع قيمة الدولار؟ التوقعات الحالية لا تشير إلى تغييرات كبيرة في السياسات المالية الأمريكية، ما يجعل الانخفاض المتوقع في قيمة الدولار غير واضح.
في الوقت الراهن، تظل قيمة الدولار مرتفعة بشكل غير مبرر، مما يخلق حالة من التضخم في قيمته مقابل العملات الأخرى.
أداء الين والتوقعات بشأن البنك المركزي الياباني
حقق الين الياباني أقوى أداء أسبوعي له منذ أكثر من شهر، وسط توقعات بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، مما يضع الدولار في موقف ضعيف.
وارتفع الدولار في الأسابيع الماضية بفضل صعود عوائد السندات الأمريكية نتيجة التوقعات بأن سياسات ترامب قد تزيد التضخم في وقت يتمتع فيه الاقتصاد الأمريكي بالقوة.
تحركات العملات الرئيسية اليوم
- الين الياباني: ارتفع بنسبة تزيد عن 1% هذا الأسبوع مقابل الدولار، بعد أن لامس أعلى مستوى في شهر عند 154.98 ين مقابل الدولار يوم الجمعة، قبل أن يتراجع قليلا إلى 155.69 ين.
- الجنيه الإسترليني: انخفض بنسبة 0.35% إلى 1.2194 دولار، قريبا من أدنى مستوى له في 14 شهرا الذي سجله يوم الاثنين، وجاءت بيانات مبيعات التجزئة في بريطانيا أقل من المتوقع في ديسمبر، مما يزيد من مخاطر انكماش الاقتصاد في الربع الرابع.
- اليورو: ظل مستقرا عند 1.03 دولار.
ولم يشهد اليوان الصيني تغيرا يذكر، حيث استقر عند 7.3290 مقابل الدولار بعد بيانات أظهرت نمو الاقتصاد الصيني بنسبة 5.4% في الربع الرابع، متجاوزًا توقعات المحللين، مما يجعل النمو السنوي لعام 2024 عند 5%، وهو ما يتماشى مع أهداف بكين.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد