انتعاش مبيعات التجزئة في كندا يستمر مع بداية الربع الرابع

تواصل مبيعات التجزئة الكندية انتعاشها للشهر الرابع على التوالي، محققة أطول سلسلة نمو منذ أوائل عام 2022. يشير هذا النمو إلى أن خفض بنك كندا لأسعار الفائدة بدأ يؤتي ثماره من خلال تعزيز إنفاق المستهلكين.
نمو قوي في أكتوبر
وفقًا لتقديرات مبدئية صادرة عن هيئة الإحصاء الكندية، شهدت مبيعات التجزئة قفزة بنسبة 0.7% في أكتوبر، وهو أعلى معدل نمو منذ يوليو، وذلك بعد ارتفاع نسبته 0.4% في سبتمبر. وأكدت البيانات أن مبيعات التجزئة للربع الثالث من العام ارتفعت بنسبة 0.9% مقارنة بالنصف الأول من العام، الذي شهد أكبر انكماش منذ عام 2009 باستثناء فترة الجائحة.
وقام بنك كندا بتسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة في أكتوبر، حيث خفضها بمقدار 50 نقطة أساس لتعزيز النشاط الاقتصادي. وعلى الرغم من تسارع معدلات التضخم في الشهر الماضي، مما قلل من احتمالية إجراء تخفيض كبير آخر في ديسمبر، يتوقع صناع السياسات استمرار الخفض التدريجي لتخفيف قيود تكاليف الاقتراض.
تعافي بعد ضعف في النصف الأول
شهدت مبيعات التجزئة في كندا بداية ضعيفة في النصف الأول من عام 2024، لكن التعافي بدأ بالظهور تدريجيًا خلال الربع الثالث واستمر بقوة في بداية الربع الرابع. هذا التحول يدعم الجهود الحكومية الرامية لتحفيز الاقتصاد وتعزيز الاستهلاك.
وكانت قد أعلنت حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو عن خطط لإلغاء ضريبة السلع والخدمات (GST) على مجموعة من المنتجات مثل الأطعمة الجاهزة، بعض أنواع الكحول، الكتب، والألعاب خلال عطلات الشتاء. كما ستقدم الحكومة شيكًا لمرة واحدة بقيمة 250 دولارًا كنديًا (179 دولارًا أمريكيًا) لنحو 19 مليون كندي في الربيع المقبل. ومن المتوقع أن تسهم هذه الحزمة في تعزيز الإنفاق خلال الربع الرابع وتمتد آثارها إلى العام المقبل.
أداء القطاعات المختلفة
في سبتمبر، شهدت مبيعات ستة من تسعة قطاعات ارتفاعًا، بقيادة متاجر الأغذية والمشروبات وموردي مواد البناء والحدائق. في المقابل، سجلت محطات الوقود انخفاضًا للشهر الخامس على التوالي بسبب انخفاض أسعار البنزين، رغم زيادة حجم المبيعات بنسبة 3.2%. كما انخفضت المبيعات لدى وكلاء السيارات.
وارتفعت المبيعات الأساسية، التي تستثني محطات الوقود ووكلاء السيارات، بنسبة 1.4%. وفيما يتعلق بحجم المبيعات، زادت بنسبة 0.8%. أما المبيعات باستثناء السيارات، فقد ارتفعت بنسبة 0.9%، متجاوزة توقعات الاقتصاديين البالغة 0.4%، وهو أسرع معدل نمو منذ أبريل.
تحفيز الاستهلاك
أفادت الاقتصادية كاثرين جادج من بنك التجارة الكندي الإمبراطوري (CIBC) أن خفض أسعار الفائدة بدأ يؤثر إيجابيًا على الإنفاق، لكن حجم المبيعات لكل فرد لا يزال أقل بنسبة 1.8% مقارنة بالعام الماضي. وتوقعت أن يعزز إلغاء ضريبة السلع والخدمات مبيعات التجزئة في ديسمبر، لكنه قد يؤدي إلى تراجع النشاط في نوفمبر بسبب تأجيل المستهلكين لعمليات الشراء.
يرى تشارلز سانت أرنو، كبير الاقتصاديين في ألبرتا سنترال، أن تأثير إلغاء الضريبة قد يكون مؤقتًا، حيث يتسبب في تقديم الإنفاق الذي كان سيحدث لاحقًا. ومع ذلك، فإن تحسن الإنفاق لكل فرد في سبتمبر يُعد إشارة إيجابية لبنك كندا.
توقعات خفض الفائدة
مع وجود إشارات على تحسن إنفاق المستهلكين، خاصة على أساس الفرد، يرى الاقتصاديون أن بنك كندا قد يتجه إلى خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر بدلًا من 50 نقطة أساس.
لم تقدم هيئة الإحصاء الكندية تفاصيل محددة بشأن تقديرات أكتوبر، التي استندت إلى ردود 58.9% من الشركات المشمولة في الاستطلاع، مع متوسط استجابة نهائي بلغ 88.9% خلال الأشهر الـ12 السابقة.
في النهاية تواصل مبيعات التجزئة الكندية إظهار علامات تحسن مع استمرار تأثير السياسات النقدية والمالية، ما يدعم النشاط الاقتصادي خلال الربع الرابع. ومع الخطوات الحكومية والبنكية المتوقعة، يبقى التحدي الأكبر في تحقيق توازن بين تحفيز الاستهلاك وضمان استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
اقرأ أيضا…