تأثير الانتخابات الرئاسية الأمريكية على كبرى الشركات وأسواق المال
يستعد القادة التنفيذيون في أكبر الشركات الأمريكية لتأثير الانتخابات الرئاسية المقبلة على الاقتصاد وأسواق المال. فقد شهدت المكالمات المتعلقة بالأرباح ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المرات التي تم فيها ذكر الانتخابات، مما يعكس قلقًا متزايدًا لدى القادة حول مستقبل السياسات الاقتصادية ومدى تأثيرها على الأعمال.
تزايد قلق الشركات حول الانتخابات الرئاسية
ذكر تقرير لشركة فاكتست أن كلمة “انتخابات” ذُكرت في 100 مكالمة أرباح لشركات مدرجة في S&P 500 بين 15 سبتمبر و31 أكتوبر. وهذا العدد يعتبر الأعلى في هذه الفترة منذ عام 2004، مما يسلط الضوء على مدى تأثير السباق الرئاسي بين كامالا هاريس ودونالد ترامب على القرارات الاستراتيجية للشركات.
يقول ريتشارد توبين، الرئيس التنفيذي لشركة دوفر، إن عدم اليقين المرتبط بالانتخابات يؤثر على السوق بشكل ملحوظ، حيث أعرب عن شعور عام بالحذر بين المستهلكين والعملاء التجاريين نتيجة للظروف السياسية غير المستقرة.
تأثير السباق الرئاسي على سلوك المستهلكين والشركات
يرى بعض القادة أن حالة عدم الاستقرار المرتبطة بالانتخابات تدفع المستهلكين والشركات نحو الحذر. على سبيل المثال، قال هاري لوتون، الرئيس التنفيذي لشركة تراكتور سبلاي، أن عملاء الشركة، وخاصة في قطاع الزراعة، يميلون إلى الحذر عند اتخاذ القرارات الشرائية خلال موسم الانتخابات.
أما ساوث ويست إيرلاينز، فقد توقعت انخفاضًا في حجوزات السفر حول يوم الانتخابات، بينما أشار مايكل بيلي، الرئيس التنفيذي لشركة رويال كاريبيان، إلى أن تاريخيًا، لم تؤثر الانتخابات الرئاسية بشكل كبير على أعمال الخطوط البحرية، إلا أنه يتوقع بعض التقلبات خلال الأسبوع الانتخابي.
توقعات السوق وخطط الاحتياطي الفيدرالي
مع اقتراب موعد الانتخابات، يترقب المستثمرون ومديرو الأعمال أيضًا قرارًا مهمًا من الاحتياطي الفيدرالي حول سياسات الفائدة. وفقًا لأداة CME FedWatch، فإن هناك توقعًا بنسبة 96% لخفض معدلات الفائدة خلال اجتماع نوفمبر، مما يثير آمالًا في استقرار السوق مستقبلاً.
وأشار دونالد ألين، الرئيس التنفيذي لشركة ستانلي بلاك أند ديكر، إلى أن الانتخابات وأسعار الفائدة يعتبران من أبرز أسباب تقلب الأسواق في النصف الأول من عام 2025.
قلق حول سياسات ترامب وهاريس الاقتصادية
أعرب بعض القادة عن مخاوفهم بشأن السياسات الاقتصادية المحتملة التي يمكن أن تؤثر على الأعمال. فعلى سبيل المثال، وعد ترامب بفرض ضريبة استيراد تصل إلى 20% على جميع الواردات، وقد تصل النسبة إلى 60% على الواردات من الصين. من ناحية أخرى، تسعى كامالا هاريس إلى رفع الضرائب على الشركات وتقليص فرص التضخم عبر قوانين جديدة تستهدف قطاع الخدمات الأساسية.
ويليام غروغان، المدير المالي لشركة زايلم المتخصصة في البنية التحتية للمياه، قال إن الانتخابات تُضيف مزيدًا من عدم اليقين للسوق، مما دفع الشركات الصناعية الكبيرة إلى التريث في البدء بمشاريع كبرى.
رؤية متباينة حول تأثير الانتخابات
رغم القلق السائد، أعرب بعض المديرين عن عدم تأثر أعمالهم بالانتخابات. فقد ذكر ستيفن سكويري، الرئيس التنفيذي لشركة أمريكان إكسبريس، أن الشركة تواصل النمو، وأن لديها تاريخ طويل في مواجهة مختلف الانتخابات وتغييرات الكونغرس.
من جهته، قال مارك باريل، الرئيس التنفيذي لشركة إيكويتي ريزيدينشال، المتخصصة في استثمار العقارات السكنية، إن الحكومة المحلية أكثر تأثيرًا على أعمال الشركة مقارنة بالانتخابات الوطنية.
يبدو أن هذه الدورة الانتخابية استحوذت على اهتمام فريد من نوعه لدى القادة داخل الشركات الكبرى في أمريكا، حيث بلغت نسبة المكالمات التي تم ذكر الانتخابات فيها واحدًا من كل خمسة شركات في S&P 500، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف عدد المرات التي تم ذكر الانتخابات فيها خلال نفس الفترة في عام 2008.
تحولات في سوق العقارات بفعل الانتخابات
أشار بول رومانوسكي، الرئيس التنفيذي لشركة D.R. Horton، إلى أن العملاء يفضلون الانتظار بسبب توقعات بانخفاض أسعار الفائدة في عام 2025 وضغط الأجواء الانتخابية، حيث تعمل الشركة على تقديم تسهيلات لزيادة الطلب على المنازل عبر خفض فوائد الرهن العقاري وبناء منازل أصغر حجمًا.
يقول مايكل موراي، الرئيس التنفيذي للشركة، بلهجة صريحة: “أعتقد أن الجميع سيكونون سعداء بانتهاء الانتخابات، مما سيساعد على تحسين ثقة المشترين”.
في النهاية تُظهر مكالمات الأرباح الأخيرة أن الانتخابات الرئاسية لعام 2024 تثير قلقًا كبيرًا بين أكبر الشركات في أمريكا، إذ تتوقع بعض الشركات تأثيرات طويلة المدى على السوق والتوجهات الاستهلاكية. ومع استمرار حالة عدم اليقين، يبقى القادة في موقف حذر في انتظار نتائج الانتخابات وانعكاساتها المحتملة على الاقتصاد الأمريكي.
اقرأ أيضا…
3 Comments