الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: صراع بين هاريس وترامب
تستعد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع، حيث أظهرت مجموعة من الاستطلاعات التي صدرت يوم الأحد أن نائب الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب يتنافسان في سباق ضيق، مع تقسيم الناخبين بشكل متقارب على الصعيد الوطني وفي الولايات المتأرجحة التي ستحدد نتائج الانتخابات.
استطلاعات تظهر تقدم هاريس
تلقى المرشحة الديمقراطية بعض الأخبار المشجعة، حيث أظهر استطلاع ABC News وIpsos الأخير تفوق هاريس بفارق 49% – 46% على الصعيد الوطني، بينما أظهر استطلاع نيويورك تايمز/سينا أن هاريس تتفوق في خمس من سبع ولايات متأرجحة.
وفي ولاية آيوا، أظهر استطلاع قام به Des Moines Register أن هاريس تتفوق على ترامب بفارق 47% – 44%، وهي ولاية فاز بها ترامب في كل انتخابات سابقة، مما يشير إلى أن نائب الرئيس قد تحقق بعض النجاح في جذب الناخبين البيض في الغرب الأوسط.
ومع ذلك، يبقى تقدم هاريس في جميع الاستطلاعات ضمن هامش الخطأ، حيث أظهر استطلاع NBC News الذي صدر يوم الأحد أن السباق متكافئ بنسبة 49% – 49%.
الحملة الانتخابية في ذروتها
يتصرف كلا المرشحين وكأن السباق لا يزال على شفا الهاوية. فقد تحدثت هاريس في خدمة دينية، وزارت عددًا من الشركات المملوكة للسود، وألقت خطابًا في جامعة ولاية ميشيغان، بينما قام ترامب بتجميع أنصاره في بنسلفانيا وكارولينا الشمالية وجورجيا.
وقد كان الإيقاع السريع واضحًا عندما حاول ترامب في كارولينا الشمالية الإشارة إلى مرشح مجلس الشيوخ الجمهوري ديفيد مكورميك، ليتذكر لاحقًا أن مكورميك يسعى للحصول على منصب في بنسلفانيا.
الاقتصاد: محور الحملة
ركز كل مرشح على منصاته الاقتصادية المتنافسة، خاصة مع ظهور استنتاج واحد في الاستطلاعات: أن الاقتصاد يبقى الشاغل الأكبر للناخبين. وقد ألقت هاريس، للمرة الأولى منذ ترشحها، خطابًا كاملاً في تجمع انتخابي دون أن تذكر ترامب، وهو ما اعتبره مساعدوها خطوة متعمدة للعودة إلى عرض إيجابي في الساعات الأخيرة من الحملة.
وأظهرت البيانات التي صدرت الأسبوع الماضي أن الاقتصاد الأمريكي واصل النمو مع انخفاض التضخم وزيادة فرص العمل، وإن كان بوتيرة أبطأ مما كان متوقعًا بسبب إعصارين رئيسيين وإضرابات من قبل عمال الطائرات التي أثرت على بيانات التوظيف.
تصريحات ترامب المثيرة للجدل
في تجمع له في ليتز، بنسلفانيا، قضى ترامب وقتًا طويلاً في الإيحاء، دون أدلة، بأن نظام الانتخابات وشركات الاستطلاع ووسائل الإعلام فاسدة وتتآمر ضد حملته الانتخابية، وهو أحدث إشارة على أن الرئيس السابق يستعد للطعن في نتائج الانتخابات إذا لم ينجح.
حتى إنه أشار إلى أنه ينبغي ألا يغادر البيت الأبيض بعد خسارته في انتخابات 2020، مضيفًا: “لم يكن يجب أن أغادر، أعني، بصراحة، لقد كنا ناجحين جدًا”.
كما قضى ترامب وقتًا كبيرًا في انتقاد التصويت المبكر، حتى في الوقت الذي أشار فيه مستشاروه إلى زيادة نسبة المشاركة بين الناخبين الجمهوريين في التصويت المبكر، مشيرًا إلى أن الانتخابات ينبغي أن تُجرى فقط في يوم الانتخاب.
وأثارت تعليقات ترامب حول الزجاج المضاد للرصاص الذي تم فرض استخدامه في فعالياته الخارجية بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يوليو تساؤلات. وأوضح ترامب أنه يتعين على أي شخص محاولة استهدافه أن يتجاوز وسائل الإعلام.
في سياق آخر، أجرى ترامب مقابلة هاتفية مع NBC News ورفض مرارًا استبعاد سياسات صحية مثيرة للجدل دعا إليها روبرت كينيدي الابن، الذي أصبح الآن داعمًا لحملته.
جولات هاريس وتواصلها مع الناخبين
من جهة أخرى، زارت هاريس كنيسة Greater Emmanuel Institutional Church في ديترويت، حيث أكدت أن الكنائس السوداء تلعب دورًا حيويًا في دفع تقدم الأمة. كما زارت مطعم Kuzzo’s Chicken and Waffles المملوك لأحد لاعبي فريق ديترويت ليونز السابقين.
عندما كانت هاريس في ولاية ميشيغان، حاولت معالجة الاستياء من دعمها لإسرائيل بين بعض الناخبين العرب الأمريكيين، قائلة إنها لا ترى كتلة واحدة ترفض دعم حملتها. وأكدت أنها ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق حل الدولتين.
استعدادات الحملة وارتفاع أعداد المتطوعين
قال مسؤول في حملة هاريس إن الفريق كان لديه أكثر من 90,000 متطوع على مدار عطلة نهاية الأسبوع، وطرقوا أكثر من 3 ملايين باب في الولايات المتأرجحة.
تستمر الحملات الانتخابية في تقديم رؤية مختلفة للمستقبل، مع بقاء الاقتصاد والعدالة الاجتماعية وقضايا الهوية في صميم النقاشات. مع اقتراب يوم الانتخاب، تزداد أهمية التصويت في تحديد مصير البلاد.
اقرأ أيضا….
12 تعليقات