البنك المركزي الكندي في طريقه إلى خفض جديد في أسعار الفائدة
يستعد البنك المركزي الكندي أن يستكمل سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة في اجتماعه هذا الأسبوع، وذلك في ظل علامات على تباطؤ الاقتصاد وتراجع التضخم. وذلك بعد أن خفض البنك الفائدة هذا العام مرتين حتى الآن.
تتوقع الأسواق أن يخفض البنك المركزي الكندي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه في 4 سبتمبر، لتصل الفائدة إلى 4.25% من 4.50%. مع إمكانية اللجوء إلى تخفيضات إضافية محتملة في الأشهر المقبلة.
توقع الأسواق يصل إلى حوالي 70 ٪ أن يقوم البنك الكندي بمزيد من التخفيضات في أكتوبر وديسمبر، مما يصل بالفائدة إلى معدل 3.75 ٪ بحلول نهاية العام. يمثل هذا تحولا في توقعات الأسواق التي كانت تشير أن الفائدة ستنهي العام عند المستوى 4.00 ٪ أو أعلى.
تأتي التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة مع انخفاض التضخم في كندا إلى أدنى مستوى له في 40 شهرا عند 2.5 ٪ في يوليو متجاوزا هدف بنك كندا البالغ 2٪.
وفي الوقت نفسه يظهر سوق العمل علامات ضعف مما دفع البنك المركزي إلى النظر في مزيد من التيسير في السياسة النقدية.
تلعب بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من العام دورا حاسما في عملية صنع القرار في بنك كندا. حيث من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الكندي نمو سنوي بنسبة 1.6 ٪ أي أقل من التقديرات الأولية للنمو عند 2.2 ٪ ونمو الربع الأول بنسبة 1.7٪.
بينما نما الاقتصاد أكثر من المتوقع في الربع الثاني، تباطأ هذا النمو بشكل حاد في مايو ويونيو، مما يشير إلى أن الربع الثالث سيكون أضعف من المتوقع.
يزيد هذا من فرصة قيام البنك بخفض بمقدار 50 نقطة أساس خلال دورة خفض الفائدة هذا العام، على الرغم من أن وتيرة تخفيف السياسة النقدية ستظل تعتمد بشكل أساسي على بيانات التضخم.
من وجهة نظر البنك المركزي الكندي فإن الصورة أكثر وضوحًا بالنسبة لهم لاتخاذ قرار خفض الفائدة مقارنة مع البنك الفيدرالي الأمريكي الذي لا يزال حتى يومنا هذا مضطرًا إلى التعامل مع الكثير من عدم اليقين في بيانات التضخم وكذلك بيانات سوق العمل.
لقد تغيرت توجهات البنوك المركزية العالمية ليس فقط في كندا، بل وفي الولايات المتحدة وخارجها، حيث يحول محافظو البنوك المركزية تركيزهم إلى تدهور سوق العمل.
ونظرًا لأن التضخم تم السيطرة عليه تقريبًا، فمن المتوقع أن هناك في الواقع فرصة إلى حد ما بأن يكون خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس مطلوبًا قبل نهاية العام.
جدير بالذكر أن أرقام الوظائف التي ستصدر يوم الجمعة عن الاقتصاد الكندي سيكون لها أهمية قصوى لأنه إذا جاءت ضعيفة مرة أخرى فقد لا يكون أمام البنك المركزي الكندي خيار سوى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه المقبل.
أما عن زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي فقد أظهر ارتفاع منذ الأسبوع الماضي، ليسجل اليوم أعلى مستوى منذ أسبوع عند 1.3562 مرتفعا بنسبة 0.4% ليتداول حالياً عند 1.3545.
خلال الأسبوع الماضي انخفض الزوج إلى أدنى مستوياته منذ مارس الماضي قبل أن يبدأ في التعافي بالتزامن مع تعافي مستويات الدولار الأمريكي، خاصة أن توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي تزيد من فرص ضعف مستويات الدولار الكندي.
تعليق واحد