أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

هل يشير البنك الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر؟

اليوم يبدأ اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي يستمر يومين، وسط توقعات متزايدة أن البنك سيحافظ على أسعار الفائدة دون تغيير خلال هذا الاجتماع. ولكن يبقى التساؤل لدى الأسواق هل سيلجأ البنك إلى الإشارة بشكل واضح إلى خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر، أم سيلقي العبء كالمعتاد على البيانات الاقتصادية.

تضع العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي رهانات تصل إلى 100% أن البنك الفيدرالي سيقوم غداً بترك سعر الفائدة دون تغيير عند نطاق 5.25% إلى 5.50%. ولكن التركيز ينصب على بيان البنك وتصريحات رئيسه جيروم باول عقب الاجتماع.

الأسواق على الرغم من ذلك تضع أيضاً احتمالات تصل إلى 100% ان البنك الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر القادم، وبالتالي تبحث الأسواق عن أية إشارة أو تلميح من قبل الفيدرالي سواء في بيان البنك أو تصريحات رئيسه تشير إلى هذه النتيجة.

العائد على سندات الخزانة لأجل عامين الحساسة للسياسة النقدية وتغيرات أسعار الفائدة يتماشى بالتأكيد مع توقعات سوق العقود الآجلة. الواقع أن سعر الفائدة لمدة عامين، كان يتداول عند مستوى أقل كثيراً من سعر الفائدة الحالي لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي لأكثر من عام.

الفائدة الأمريكي مقابل عائد سندات لعامين

أشارت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأخيرة إلى أن الاقتصاد يستمر في التحسن، حيث اظهرت تسارع النمو في الربع الثاني، ومن المتوقع بالنسبة للربع الثالث عبر نموذج الناتج المحلي الإجمالي الآني للبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا المزيد من تحسن النمو بزيادة قدرها 2.8٪ (حتى 26 يوليو).

وفي الوقت نفسه تنصح جولدمان ساكس بأنه حتى لو كان معدل البطالة يرتفع، فإنه يرتفع من قاعدة منخفضة. حيث يشير معدل التسريح المنخفض إلى أن سوق العمل ستظل إيجابية في الأمد القريب.

يتضح من هذا أن الركود الاقتصادي غير ملح على الاقتصاد الأمريكي وبالتالي لا يزال لدى البنك الفيدرالي مساحة لإبقاء أسعار الفائدة عند المستويات الحالية لفترة من الوقت.

ولكن هناك تصريح هام لجيروم باول رئيس الفيدرالي أشار خلاله ان البنك لا يواجه مخاطر التضخم وحدها حالياً، وأن خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر قد يضر الاقتصاد وأيضاً التأخير في خفض الفائدة سيكون له نتائج غير مرغوب فيها.

وفقاً لهذه المعطيات يمكننا أن نتوقع أن البنك الفيدرالي سيعترف من جديد بالإنجاز الذي تم تحقيقه في خفض معدلات التضخم، وسيشير بوضوح ان الثقة قد تزايدت لديه بأن معدلات التضخم تتراجع بشكل مستدام تجاه مستهدف البنك عند 2%.

ولكن من جهة أخرى سيشير البنك أنه سينتظر المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ قرار خفض الفائدة، وبالتالي سيكون هناك مساحة جديدة أمام البنك لتلقي المزيد من التأكيدات من البيانات الاقتصادية قبل اجتماعه في سبتمبر.

أما عن الدولار الأمريكي فيشهد ارتفاع لليوم الثاني على التوالي، حيث سجل ارتفاع اليوم بنسبة 0.1% ووصل إلى اعلى مستوى منذ أكثر من أسبوعين عند 104.79 وفقاً لمؤشر الدولار الذي يتداول حالياً عند المستوى 104.66 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 104.55.

الارتفاع الحالي في مستويات الدولار الأمريكي يرجع إلى المراكز المالية التي يتخذها المستثمرين قبل اجتماع البنك الفيدرالي، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب على الدولار كملاذ آمن في ظل عودة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى