أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

تراجع الدولار الأمريكي وسط انخفاض معنويات المستهلكين وتوترات السياسات التجارية

يبدو أن الدولار الأمريكي يسجل نهاية أسبوع ضعيفة بعد سلسلة من التطورات الاقتصادية والسياسية التي أثرت على معنويات المستثمرين.

فقد تراجع مؤشر الدولار (DXY) مرة أخرى يوم الجمعة في ظل تأثير أخبار التعريفات الجمركية ومشاكل ميزانية الإنفاق الأمريكية، بالإضافة إلى قراءة مفاجئة من جامعة ميشيغان بشأن ثقة المستهلك وتوقعات التضخم على مدى خمس سنوات.

يأتي هذا في وقت يتأرجح فيه الدولار بين الضغوط الناتجة عن السياسات التجارية المتقلبة وبين محاولات الأسواق تخفيف حدة المخاوف بشأن الركود الاقتصادي المحتمل.

انخفاض ثقة المستهلك وتراجع التوقعات التضخمية

أصدرت جامعة ميشيغان قراءة أولية لمؤشر ثقة المستهلك لشهر مارس، حيث انخفض إلى 57.9 نقطة، وهو انخفاض كبير مقارنة بالتوقعات التي كانت تشير إلى 63.1 نقطة ومن القراءة النهائية لشهر فبراير التي بلغت 64.7 نقطة.

كما سجلت توقعات التضخم على مدى خمس سنوات ارتفاعًا إلى 3.9% من 3.5% في القراءة النهائية لشهر فبراير، وتعكس هذه البيانات تحولا في مشاعر المستهلكين، إذ يبدو أن ثقتهم قد تراجعت بشكل ملحوظ في ظل المخاوف المتزايدة بشأن السياسات الاقتصادية والتجارية، مما يزيد من احتمال تفاقم توقعات التضخم على المدى المتوسط.

وتظل السياسات التجارية الأمريكية من أبرز العوامل التي تؤثر على معنويات الأسواق المالية، فقد أدت التقلبات في سياسات الرئيس دونالد ترامب، التي شملت فرض وتعليق تعريفات على واردات سلع من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية، إلى خلق حالة من عدم اليقين.

وقد طلبت كندا من منظمة التجارة العالمية دراسة مدى شرعية تلك التعريفات، مما يزيد من حالة التوتر في الأسواق. ورغم تلك الإجراءات، يبقى تأثيرها سلبيًا على الاقتصاد، حيث يخشى المستثمرون من أن تؤدي هذه السياسات إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.

ردود فعل الأسواق المالية

على صعيد الأسهم، استجابت الأسواق بانخفاضات حادة، حيث سجل مؤشر الأسهم الأمريكي S&P 500 تراجعا ملحوظا، فيما تراجعت مؤشرات الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، سجلت أسواق أوروبا بعض الارتفاعات التي تجاوزت 0.50%، ما يشير إلى تباين ردود الفعل في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة.

وقد ساعد انخفاض الدولار على جعل الأصول المسعرة بالدولار أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، لكن المخاوف من تأثير التعريفات على النمو الاقتصادي لا تزال تشكل عبئًا على المعنويات.

توقعات الاحتياطي الفيدرالي ومؤشرات العوائد

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى أن الدولار قد يواصل التذبذب مع استمرار المخاوف من تأثير السياسات الجمركية على الاقتصاد، فقد بلغ عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات حوالي 4.306%، بعد أن تراجع من أدنى مستوى له خلال خمسة أشهر عند 4.10%.

وفي ظل هذه الظروف، تشير أدوات التوقع مثل مؤشر CME Fedwatch إلى احتمالية عدم تغيير أسعار الفائدة في الاجتماع القادم للاحتياطي الفيدرالي في 19 مارس بنسبة تصل إلى 97%، فيما ترتفع احتمالات تخفيض الأسعار تدريجيا في الاجتماعات المقبلة، خاصة مع توقع أن تستمر الضغوط التضخمية في الانخفاض.

في النهاية تظل حالة عدم اليقين التي يشهدها الاقتصاد الأمريكي محورية في تحديد مسار الدولار والعملات الأخرى. ويتأثر السوق ببيانات ثقة المستهلك وتوقعات التضخم التي قد تُعيد صياغة سياسات الاحتياطي الفيدرالي في المدى القريب.

كما تشكل السياسات التجارية المتقلبة والمخاوف بشأن الركود عوامل مؤثرة تُضعف من معنويات المستثمرين وتزيد من تقلبات السوق المالية.

وفي ظل هذه البيئة، يبدو أن المستثمرين سيلجأون إلى الأصول الآمنة مثل الذهب، الذي يعد من العناصر التي يمكنها تخفيف تأثير التقلبات الاقتصادية والسياسية، خاصةً مع استمرار انخفاض الدولار.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى