ارتفاع سعر الذهب وتركيز المستثمرين على بيانات أسعار المنتجين الأمريكي

شهد سعر الذهب ارتفاعا ملحوظا يوم الخميس بدعم من ضعف الدولار الأمريكي وتزايد المخاوف بشأن خطط التعريفات الجمركية للرئيس دونالد ترامب، ما يزيد من توترات الحرب التجارية العالمية.
ويراقب المستثمرون الآن بيانات أسعار المنتجين (PPI) الأمريكية التي ستصدر اليوم، بالإضافة إلى تقارير مبيعات التجزئة يوم الجمعة، لتحديد معالم الاقتصاد الأمريكي.
تحركات سعر الذهب والبيانات الأخيرة
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 2,913.38 دولار للأوقية وقت نشر هذا التقرير، متقاربا مع الرقم القياسي الذي بلغ 2,942.70 دولار للأوقية يوم الثلاثاء.
كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتصل إلى 2,940.90 دولار للأوقية، وتعكس هذه الارتفاعات الدعم الذي يتلقاه سعر الذهب من عوامل عدة، بما في ذلك ضعف الدولار، ما يجعل الذهب أرخص بالنسبة للمشترين الأجانب، وارتفاع حالة عدم اليقين في الأسواق بسبب الحرب التجارية.
تأثير توترات الحرب التجارية والتعريفات الجمركية
أعلن الرئيس ترامب عن نيته فرض تعريفات متبادلة على الدول التي تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية، ومن المتوقع صدور هذه الإجراءات خلال يومي الأربعاء أو الخميس.
ويعتبر هذا الإعلان عاملا مهما يؤثر على سعر الذهب، إذ يعتبر الذهب ملاذا آمنا في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. وأوضح أحمد كيديا، مدير شركة كيديا كوموديتيز في مومباي، قائلاً: “الرئيس ترامب غير متوقع، وطالما استمرت حالة عدم اليقين في السوق، سيظل الذهب يتلقى الدعم.”
يستفيد سعر الذهب من هذا الوضع، حيث يشير المستثمرون إلى أن الظروف الحالية تدفعهم إلى اللجوء إلى الأصول الآمنة مثل الذهب.
التركيز على بيانات أسعار المنتجين (PPI) والبيانات الاقتصادية
يركز المستثمرون الآن على بيانات أسعار المنتجين (PPI) الأمريكية، والتي يتوقع أن تقدم مؤشرات إضافية عن اتجاه التضخم في الاقتصاد الأمريكي.
وتعد بيانات PPI مؤشرا هاما لأنها تقيس تغيرات الأسعار على مستوى المنتجين قبل أن تصل إلى المستهلكين، وقد تساعد في تحديد مدى استمرار الضغوط التضخمية.
كما يترقب المتداولون تقرير مبيعات التجزئة القادم، الذي سيعطي رؤية أوضح عن النشاط الاقتصادي خلال الفترة المقبلة.
وتشير توقعات بعض المحللين إلى أن استمرار ارتفاع التضخم قد يدفع البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى الحفاظ على سياسته النقدية المتشددة، مما يؤثر إيجابًا على سعر الذهب كملاذ آمن.
تأثير تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي
صرح جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، في جلسته الثانية أمام الكونغرس هذا الأسبوع بأن البنك المركزي ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة.
وأكد باول أن السياسات النقدية ستبقى متشددة حتى يتجه التضخم نحو الهدف المستهدف وهو 2%، ويأتي هذا التصريح في ظل توقعات أن تظل الفرص المتاحة لتخفيض أسعار الفائدة محدودة،
وهو ما يدعم استقرار سعر الذهب نظرا لأن ارتفاع أسعار الفائدة يقلل من جاذبية الأصول التي لا تدر عائدا مثل الذهب.
نقص الذهب في البنوك الصينية وتراجع احتياطيات الذهب في روسيا
تشير التقارير المحلية في الصين إلى نفاد البنوك من مخزون الذهب؛ فقد أظهرت تطبيقات بنك الصين للتجارة وبنوك أخرى أن الأوزان المتعددة مثل 5، 20، 50، 100، و200 جرام من سبائك الذهب نفدت من المخزون، مع توفر كمية محدودة فقط لأوزان 10 جرام، وتأتي هذه الأخبار في وقت يشهد فيه سعر الذهب ارتفاعات قياسية على مستوى العالم.
كما تواجه روسيا تراجعا حادا في احتياطيات الذهب، إذ انخفضت الاحتياطيات بنسبة 46.4% في عام 2024، وفقا لتقرير من وكالة RBC الروسية.
ويمثل هذا التراجع أكبر انخفاض منذ ذروة جائحة كورونا في عام 2020، وتبين البيانات أن الاحتياطيات للبنوك الروسية أصبحت عند 38.1 طن بقيمة تقدر بحوالي 3.4 مليار دولار أمريكي.
وأوضح باحث من معهد أبحاث بنك الصين، “حتى وإن استمر سعر الذهب في الارتفاع على المدى القصير، فإن المخاطر المتعلقة بالاستثمار في الذهب ستتراكم تدريجيا. ينصح المستثمرون بتبني استراتيجيات تنويع المحفظة لتخفيف المخاطر بشكل فعال وفقا لظروفهم الفردية.”
ختاما يرتفع سعر الذهب في ظل توترات الحرب التجارية والمخاوف المتزايدة من ارتفاع التضخم، مما يدعم طلب المستثمرين على الأصول الآمنة.
وتستفيد أسعار الذهب من ضعف الدولار وتوقعات السياسات التجارية المتشددة، بينما يترقب السوق بيانات أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة للحصول على مزيد من المؤشرات الاقتصادية. وبينما تؤكد تصريحات الاحتياطي الفيدرالي على بقاء السياسات النقدية متشددة،
وتستمر المخاوف بشأن عدم توافر الذهب في البنوك الصينية وتراجع الاحتياطيات في روسيا في تعزيز جاذبية الذهب كأصل استثماري.
وفي هذا السياق، يظل سعر الذهب عنصرًا رئيسيًا في محافظ المستثمرين الباحثين عن الحماية من التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية، مما يؤكد أهمية التنويع واستراتيجيات التحوط الفعالة في الأسواق المالية العالمية.
اقرأ أيضا….
تعليق واحد