ارتفاع سعر الذهب مع مخاوف الحرب التجارية

تشهد الأسواق ارتفاعا في سعر الذهب، إذ يسجل الذهب ارتفاعا أسبوعيا سابعا بفضل تزايد المخاوف من حرب تجارية عالمية، ويظل الذهب ملاذا آمنا للمستثمرين في أوقات عدم اليقين، ويزداد الطلب عليه مع تصاعد التوترات التجارية الناجمة عن سياسات الرئيس ترامب بشأن التعريفات الجمركية المتبادلة.
تأثير المخاوف التجارية على سعر الذهب
ارتفع سعر الذهب في الأسواق مع استمرار تصاعد المخاوف من احتمال نشوب حرب تجارية عالمية، وأعلن الرئيس ترامب عن نيته تطبيق تعريفات متبادلة على الدول الأجنبية التي تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية.
وجاءت هذه التصريحات لتزيد من حدة المخاوف بشأن سياسات التجارة العالمية وتسبب ضغوطا تضخمية محتملة، ومع هذه الظروف، يستمر المستثمرون في اللجوء إلى الذهب كأصل آمن، مما يدعم ارتفاع سعر الذهب أسبوعيا.
وصل سعر الذهب الفوري إلى 2,936.99 دولار للأوقية عند الساعة 11:04 بتوقيت غرينتش، مما رفع الزيادة الأسبوعية إلى 2.6%، بعد أن سجل الذهب رقمًا قياسيًا بلغ 2,942.70 دولار للأوقية في جلسة سابقة.
دعم انخفاض الدولار وتراجع المخاوف التضخمية
ساهم ضعف الدولار الأمريكي في دعم سعر الذهب، إذ أصبح الذهب أرخص بالنسبة للمستثمرين الأجانب، وعلى الرغم من أن تقرير أسعار الإنتاج الأمريكي (PPI) قد أثار بعض المخاوف حول التضخم، إلا أنه ساعد في تخفيف التوقعات بشأن ارتفاع أسعار الفائدة.
حيث يتوقع المتداولون أن يظل الاحتياطي الفيدرالي متحفظا بشأن خفض أسعار الفائدة، مما يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، وارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.6% لتصل إلى 2,961.30 دولار للأوقية، مما يعكس الدعم المتزايد لهذا المعدن الثمين في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة.
وأوضح السيد نيكولاس فرابيل، رئيس الأسواق المؤسسية في ABC Refinery، أن عدم اليقين بشأن سياسات التجارة وأسعار التعريفات يدفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب.
وأشار فرابيل إلى أن الذهب يتلقى دعما قويا من المستثمرين الذين يتطلعون إلى حماية محافظهم من التضخم وارتفاع الأسعار، مما يدفع سعر الذهب نحو مستويات أعلى، كما أشار محللون إلى أن هذا الوضع يوفر حماية ضد ارتفاع الأسعار وتذبذب الأسواق، مما يجعل الذهب خيارا مثاليا في أوقات الاضطراب الاقتصادي.
توقعات مستقبلية لسعر الذهب
يتوقع محللون أن يستمر الذهب في الارتفاع، مع احتمال وصول سعر الذهب إلى 3,000 دولار للأوقية في المستقبل القريب، وذكر المحلل إليا سبيفاك من موقع Tastylive أن “مسار المقاومة الأقل للذهب هو الأعلى، ويشير إلى أن سعر الذهب قد يقترب من مستوى 3,000 دولار للأوقية.”
ويظل الذهب في صدارة الأصول التي يلجأ إليها المستثمرون في ظل الظروف الجيوسياسية المتأزمة والتوترات التجارية المستمرة.
تأثير العوامل الإقليمية والطلب في آسيا
على الجانب الآخر، يشهد الطلب على الذهب في الأسواق الآسيوية بعض التحديات. فقد انخفض الطلب في الهند بسبب ارتفاع الأسعار القياسية، مما أجبر التجار على تقديم خصومات لتشجيع البيع.
وفي الصين، ظل الطلب متراجعا بعد عطلة رأس السنة القمرية، رغم تسجيل حجم تداول متزايد على بورصة الذهب في شنغهاي. وأوضح دانيال غالي، كبير محللي السلع في TD Securities، أن هذه الزيادة في حجم التداول في بورصة شنغهاي قد تكون نتيجة لضغوط انخفاض قيمة العملة المحلية، مما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كتحوط ضد انخفاض العملة.
تحركات المعادن الأخرى
شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات إيجابية أيضا، حيث سجلت الفضة ارتفاعا ملحوظا بنسبة تقارب 3% لتصل إلى 33.30 دولار للأوقية، فيما ارتفعت أسعار البلاتين بنسبة 1% لتصل إلى 1,004.57 دولار، وانخفضت أسعار البلاديوم قليلا بنسبة 0.2% لتصل إلى 992.00 دولار.
ويشير هذا التباين إلى أن الطلب على الذهب لا يزال قويا، في حين أن الأصول الأخرى تظهر استجابة مشابهة للتوترات التجارية والضغوط التضخمية.
في الختام، يظل الذهب، وبالتحديد سعر الذهب، ملاذا آمنا في ظل التوترات التجارية والاضطرابات الاقتصادية العالمية، ويدفع الاضطراب الناجم عن سياسات التعريفات وتزايد المخاوف من حرب تجارية المستثمرين إلى حماية أصولهم عن طريق الاستثمار في الذهب.
ومع استمرار هذه العوامل، يتوقع أن يظل سعر الذهب في طريق الصعود، مما يعكس دوره الحيوي في تحقيق استقرار المحافظ الاستثمارية في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. تتابع الأسواق البيانات الاقتصادية القادمة والتطورات الجيوسياسية لتحديد مستقبل أسعار الذهب ومستوى الدعم الذي سيستمر في تقديمه للمستثمرين.
اقرأ أيضا…