سهم شركة ترامب للإعلام يقفز في يوم الانتخابات الرئاسية
في يوم الانتخابات الرئاسية لعام 2024، شهدت شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، المالكة لمنصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشال“، ارتفاعا كبيرا في قيمة أسهمها، حيث ارتفعت بنسبة 13% صباح الثلاثاء، ما يعكس أهمية هذا اليوم وتأثيره على مستقبل الشركة. تأتي هذه الزيادة بعد ارتفاع آخر بنسبة 12% يوم الاثنين، وذلك بعد ثلاثة أيام من الخسائر الكبيرة التي شهدها السهم الأسبوع الماضي.
كيف تؤثر الانتخابات الرئاسية على سهم شركة ترامب؟
لقد كان المتداولون يراهنون منذ أشهر على أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية قد يزيد من قيمة “تروث سوشال”، ورغم أن تبرير هذه القيمة المرتفعة قد يكون صعبًا حتى في حال عودة ترامب للبيت الأبيض، فإن سوق الأسهم شهد تحولًا كبيرًا مع ارتفاع سهم الشركة.
شركة ترامب للإعلام تواجه تحديات مالية كبيرة، حيث إنها تحقق إيرادات قليلة للغاية، ومع ذلك، تحولت إلى سهم ذو قيمة مرتفعة ويُعد طريقة مفضلة للمراهنة على نتائج الانتخابات الرئاسية. أصبحت “تروث سوشال” الشبكة الاجتماعية المحافظة الأبرز في السوق، ورغم حجمها الصغير، فقد حققت الشركة قيمة سوقية بمليارات الدولارات، مما أدى إلى زيادة ثروة أكبر مساهميها بشكل ملحوظ.
لم تقتصر ارتفاعات السوق على شركة ترامب فقط، فقد شهدت أسهم أخرى مرتبطة بظاهرة “ترامب تريد” ارتفاعات أيضًا. ارتفعت أسهم بعض البنوك الكبرى وعملات البيتكوين، كما زادت قيمة أسهم شركات السجون الخاصة مثل “جيو غروب” و”كور سيفيك”. بالإضافة إلى ذلك، تغيرت الأسواق التوقعية لصالح ترامب، مما يشير إلى احتمالية فوز ترامب وتأثير هذا على توجهات السوق.
التوقعات والاستثمارات وسط ضبابية السباق الانتخابي
ورغم التفاؤل الذي أظهره المستثمرون، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة ونماذج الانتخابات تشير إلى أن السباق للبيت الأبيض هو بمثابة تقلب قد يميل لأي من الطرفين. وقد حذر ماثيو تاتل، الرئيس التنفيذي لشركة “تاتل كابيتال مانجمنت”، في تصريح لشبكة “سي إن إن”، من أن من المبكر جدًا استخلاص استنتاجات من ارتفاع سهم “ترامب ميديا” وتحركات السوق الأخرى.
وقال تاتل: “الوضع لا يزال مبكرًا للغاية، ولا أعتقد أننا نشهد استثمارات ذكية هنا، بل نرى أشخاصًا يلقون السهام على اللوحة دون خطة واضحة.”
تحديات شركة ترامب للإعلام في حال خسارة ترامب في الانتخابات
تمثل شركة ترامب للإعلام، التي يتم تداولها تحت رمز “DJT”، جزءًا كبيرًا من ثروة الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث يمتلك حوالي 114.75 مليون سهم في الشركة، وتبلغ قيمة هذه الأسهم حوالي 4.5 مليار دولار عند الأسعار الحالية، مقارنةً بـ 1.4 مليار دولار في 23 سبتمبر عندما أغلقت “ترامب ميديا” عند أدنى مستوى لها.
ورغم قيمة الشركة المرتفعة، فإن ترامب للإعلام قد تكون في وضع حرج في حال خسارته في الانتخابات الرئاسية. حيث أشار جين مونستر، مستثمر رأس المال المخاطر، في حديثه لـ”سي إن إن” إلى أن خسارة ترامب قد تؤدي إلى انخفاض حاد في قيمة الشركة لتصل إلى ما يقرب من مليار دولار فقط. وقد أكد آخرون أن القيمة قد تكون أقل من ذلك بكثير.
وفي هذا السياق، قال تاتل: “لن أستثمر في DJT لأنني أعتقد أن الاتجاه السلبي قد يصل إلى الصفر، ولست متأكدًا من مدى الارتفاع المحتمل.” تشير هذه التصريحات إلى قلق كبير بين المستثمرين حول مستقبل الشركة في حال لم يتمكن ترامب من تحقيق الفوز.
الشركة في مقارنة مع كيانات إعلامية كبرى
تبلغ قيمة ترامب ميديا حوالي 8 مليارات دولار، وهو ما يعادل تقريبًا قيمة شركة “باراماونت جلوبال”، وهو تكتل إعلامي ضخم يحقق إيرادات تفوق 14 مليار دولار سنويًا. في المقابل، لم تحقق ترامب ميديا سوى 1.6 مليون دولار كإيرادات هذا العام، مما يعكس التفاوت الكبير بين القيمة السوقية والإيرادات المحققة، وهو ما قد يزيد من قلق المستثمرين.
التوقعات المستقبلية
تظل “تروث سوشال” محدودة الحجم مقارنةً بشبكات التواصل الاجتماعي الكبرى، ومع ذلك فإنها استطاعت جذب اهتمام واسع بين المستثمرين الذين يراهنون على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية. لكن في ظل التوقعات المتباينة حول مستقبل الانتخابات، يبقى الوضع ضبابيًا، وقد يتعرض السهم لتقلبات حادة بناءً على النتائج النهائية للانتخابات.
الانتخابات الرئاسية تشكل عاملاً مؤثرًا قويًا ليس فقط في السياسة الأمريكية بل أيضًا في سوق المال، حيث تؤدي إلى توجهات استثمارية غير معتادة في ظل ترقب المستثمرين للنتائج وتأثيرها المباشر على أسواق الأسهم والعملات.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد