الانتخابات الرئاسية: احتمالية فوز الجمهوريين بالأغلبية في مجلس الشيوخ
تعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 محور اهتمام العالم حاليًا، حيث يتوجه الناخبون الأمريكيون لاختيار رئيس جديد. ولكن إلى جانب السباق الرئاسي، يبرز سباق آخر لا يقل أهمية، وهو السباق للسيطرة على مجلس الشيوخ، الذي يبدو أن الجمهوريين على وشك السيطرة عليه، وفقًا للنماذج الانتخابية الحالية. تشير التوقعات إلى أن الجمهوريين لديهم فرصة قوية للفوز بالأغلبية في مجلس الشيوخ، مع فرصة تقدر بنسبة 92% لتحقيق هذا الهدف.
التوقعات تدعم فوز الجمهوريين في مجلس الشيوخ
وفقًا للنموذج التنبؤي المعتمد من موقع “538”، فإن الجمهوريين يتجهون إلى السيطرة على مجلس الشيوخ بعدد مقاعد يتجاوز 51 مقعدًا، أو على الأقل 50 مقعدًا إلى جانب فوزهم بالرئاسة، مما يمنحهم الحق في كسر التعادل في المجلس بفضل نائب الرئيس الذي يتبع حزبهم.
تكمن قوة الجمهوريين في هذه التوقعات في مجموعة من السباقات التي تميل لصالحهم بشكل كبير، وخاصة في ولايات مثل مونتانا وأوهايو، حيث يحاول الديمقراطيون الاحتفاظ بمقاعدهم في وجه منافسة قوية من الجمهوريين. ففي مونتانا، يتأخر السيناتور الديمقراطي جون تيستر بنحو 7 نقاط خلف الجمهوري تيم شيهي، بينما في ولاية أوهايو، يتأخر السيناتور شيرود براون بنسبة 0.8 نقطة أمام منافسه رجل الأعمال الجمهوري بيرني مورينو.
التحديات التي تواجه الديمقراطيين للحفاظ على مقاعدهم
يشكل الوضع في ولاية فيرجينيا الغربية تحديًا كبيرًا للديمقراطيين، حيث أن مرشحهم غلين إليوت لديه فرصة ضعيفة جدًا للاحتفاظ بمقعد السيناتور الديمقراطي المتقاعد جو مانشين. وتقدر النماذج أن فرص إليوت لا تتجاوز 1%، مما يعني أن الديمقراطيين قد يخسرون هذا المقعد لصالح الجمهوريين بشكل شبه مؤكد.
وإذا خسر الديمقراطيون مقعدين على الأقل، وهو ما يُرجح أن يحدث بنسبة 95% حسب التوقعات، فسيتعين عليهم كسب مقاعد جديدة في ولايات أخرى مثل فلوريدا أو تكساس للحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ. لكن فرص الفوز في هذه الولايات ضعيفة أيضًا، حيث لا تتجاوز 16% لكل ولاية. هذه الاحتمالية يمكن تشبيهها بفرصة الحصول على رقم واحد عند رمي نرد سداسي، مما يعني أنها فرصة ضئيلة ولكنها ليست مستحيلة.
أسباب التفاؤل الجمهوري بالتقدم في الانتخابات
يستمد الجمهوريون قوتهم في هذا السباق من عدة عوامل، أبرزها ضعف الأداء السابق للمرشحين الديمقراطيين على مستوى الولاية في المناطق المستهدفة، إضافة إلى تقدم الجمهوريين في استطلاعات الرأي بفضل قاعدة ناخبين قوية في الولايات الحمراء (المعروفة بتأييدها التقليدي للجمهوريين).
كما يسعى الجمهوريون لاستغلال القضايا التي تحظى بتأييد واسع من قاعدتهم الشعبية، مثل السيطرة على الهجرة، وتعزيز الأمن الداخلي، والسيطرة على الضرائب. هذه القضايا تساعد الجمهوريين على استقطاب المزيد من الناخبين، ما يعزز فرصهم للفوز في الولايات المتنازع عليها بشدة.
الدور الحاسم لمجلس الشيوخ في السياسة الأمريكية
السيطرة على مجلس الشيوخ لها دور حاسم في صنع القرار بالولايات المتحدة، حيث يمتلك المجلس سلطة الموافقة على التعيينات الرئاسية، والموافقة على المعاهدات، والمصادقة على القوانين الجديدة. لذلك، فإن نتائج الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشيوخ معًا ستحدد شكل السياسات الأمريكية في السنوات القادمة.
إن فوز الجمهوريين بأغلبية المقاعد سيعني تبني سياسات محافظة في مجالات مثل الاقتصاد، والسياسة الخارجية، والعدالة الاجتماعية. في المقابل، سيحاول الديمقراطيون في حال فوزهم بالأغلبية دفع أجندتهم في مجالات مثل حقوق الإنسان، والتغير المناخي، والرعاية الصحية.
وبينما تقترب نتائج الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشيوخ من الظهور، يبقى السؤال حول قدرة الديمقراطيين على الاحتفاظ بالأغلبية في مجلس الشيوخ، أو أن التصاعد الجمهوري سيحكم المشهد السياسي. على الرغم من أن التوقعات الحالية تصب في صالح الجمهوريين، فإن العديد من المحللين لا يستبعدون المفاجآت في اللحظات الأخيرة.
اقرأ أيضا…