تراجع بسيط في الأسهم الأمريكية وسط تراجع تقلبات الرسوم الجمركية

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تراجعا طفيفا يوم الثلاثاء، حيث انعكس انخفاض التقلب في السياسات الجمركية بعد موجة من عدم اليقين جاءت بسبب رسومات الرئيس ترامب.
وفي حين كانت الأسواق قد شهدت فترات من التقلب الشديد في الأيام السابقة، عاد الهدوء تدريجيا في ظل تراجع مؤشر التقلب (VIX) إلى حوالي 30 بعد أن ارتفع إلى مستويات بلغت حوالي 60 خلال الأسبوع الماضي.
تحركات المؤشرات الرئيسية
أنهى مؤشر داو جونز الصناعي التداول بانخفاض قدره 155.83 نقطة بنسبة 0.38% ليغلق عند 40,368.96 نقطة. كما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.17% ليصل إلى 5,396.63 نقطة، فيما شهد مؤشر ناسداك المركب انخفاضا بسيطا بنسبة 0.05% ليغلق عند 16,823.17 نقطة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات تأتي بعد سلسلة من الجلسات التي شهدت انتعاشاً، إذ كانت الأسواق تسجل مكاسب خلال الجلسات السابقة.
ورجع الهدوء إلى السوق نتيجة لتراجع حجم التقلبات الجمركية بعد الإعلان عن استثناءات لبعض المنتجات الإلكترونية – مثل الهواتف الذكية والحواسيب وأشباه الموصلات – التي أُعلن عنها من قبل إدارة الرئيس ترامب في نهاية الأسبوع الماضي. وقد أدت هذه الاستثناءات إلى رفع معنويات المستثمرين مؤقتًا، مما ساهم في خفض مؤشر VIX إلى مستويات أقل تعكس انخفاضاً في معدل الخوف.
ومع ذلك، تُشير التصريحات التي صدرت لاحقًا من قبل ترامب ووزير التجارة إلى أن هذه الإعفاءات قد تكون مؤقتة فقط، مما يُبقي حالة عدم اليقين قائمة. إذ أن التقلبات في السياسات الجمركية، سواء بالإعلان عن استثناءات أو تعديل المعدلات، تُحدث تأثيراً كبيراً في الأسواق المالية وتُشعر المستثمرين بالحذر بشأن مستقبل العلاقات التجارية والنمو الاقتصادي.
أداء الشركات والتأثيرات على القطاعات
أعلنت بعض الشركات في التقارير الربع سنوية ما يمثل تجاوزاً للتوقعات؛ فقد سجلت كل من بنك أوف أمريكا وسيتيغروب مكاسب بنسبة 3.6% و1.8% على التوالي، مما أضاف دعماً لمؤشرات الأسهم وخفض من وطأة التوتر في الأسواق. وكان قطاع البنوك بشكل عام قد قاد جزءاً من الانتعاش، حيث قفز صندوق SPDR S&P Bank ETF بنسبة تزيد عن 1%.
وعلى الرغم من ذلك، تظل المخاوف من احتمالات تأثير نزاعات التجارة والرسوم الجمركية على الاقتصادات والنمو مستمرة، مما يجعل المستثمرين ينتظرون بيانات اقتصادية جديدة مثل مبيعات التجزئة وتقرير البناء السكني، فضلاً عن تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، لتحديد مسار السياسات النقدية والاقتصادية في المستقبل القريب.
توقعات المستثمرين والسياسات المستقبلية
يجدر الإشارة إلى أن المستثمرين على الرغم من انتعاش السوق الحالي، ظلوا حذرين في ظل استمرار حالة عدم اليقين الناجمة عن النزاعات التجارية. فقد اعتبر البعض أن الانخفاض البسيط في المؤشرات يُشير إلى استقرار مؤقت فقط، وأن المخاطر المحتملة ما زالت قائمة. وقد قال أحد المحللين: “السؤال الذي يطرحه الكثير من المستثمرين الآن هو: هل هذا هو الحد الأدنى الذي سيصل إليه السوق؟” مع استمرار تقلبات الرسوم الجمركية وصعود حالة عدم اليقين من سياسات ترامب.
كما يستعد المتداولون لاستقبال بيانات اقتصادية رئيسية خلال الأسبوع، من بينها بيانات مبيعات التجزئة للبقاء على اطلاع على قوة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى بيانات البناء السكني ومؤشرات أخرى تساعد على تقييم اتجاه الاقتصاد الأمريكي في ظل سياسات التجارة الحالية.
التأثير على العملات ومعنويات السوق
شهد الدولار الأمريكي حالة من الضعف وسط تراجع التقلبات الجمركية، إذ أن التحركات التي أدت إلى استثناءات لبعض المنتجات ساهمت في تخفيف ضغط الخوف على الأسواق، مما دعم عملات الملاذ الآمن مثل اليورو والين والفرنك السويسري. ومع ذلك، فإن الحالة العامة للمستثمرين ما زالت متأثرة بشكل كبير بالمخاوف حول استمرار النزاعات التجارية، مما يحافظ على حالة من الحذر فيما يتعلق بالاستثمارات في الأصول الأمريكية.
على الرغم من أن المستثمرين أعادوا تقييم مراكزهم وتراجع مؤشر الدولار مقابل بعض العملات الرئيسة، فإن السوق لا يزال يواجه تحديات كبيرة في ظل حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي، مما يجعل توقع تحسن معنويات المستثمرين مسألة غير مؤكدة في الأجل القصير.
اقرأ أيضا…