أسهم

بائعي الأسهم على المكشوف: خطر الانقراض بعد ارتفاعات الأسهم الحالية

في ظل الأوضاع الحالية في وول ستريت، يواجه بائعو الأسهم على المكشوف أوقاتا صعبة. بعد تعرضهم لعدة صدمات، يبدو أن هؤلاء المستثمرين الذين يقترضون الأسهم ثم يبيعونها على أمل شراءها بسعر أقل في المستقبل لتحقيق الربح بدأوا في التراجع. يعود السبب إلى السوق الصاعدة التي تتحدى الجاذبية، التهديدات التنظيمية المستمرة، وجحافل المتداولين اليوميين الذين يرفعون أسعار الأسهم مثل GameStop بشكل عشوائي.

حيث وفقًا لمجموعة Goldman Sachs، فإن الاهتمام ببيع الأسهم على المكشوف بين مستثمري مؤشر ستاندرد اند بورز 500 عند أدنى مستوياته منذ أكثر من عقدين. كما تظهر البيانات أن الأصول في صناديق الاستثمار ذات الانحياز لبيع الأسهم على المكشوف قد انخفضت من 7.8 مليار دولار في عام 2008 إلى 4.6 مليار دولار فقط.

في هذا السياق، تراجع عدد من المستثمرين البارزين عن نشاط البيع على المكشوف، بما في ذلك الأكثر شهرة من بينهم. جيم تشانوس، البائع على المكشوف الأسطوري الذي تنبأ بانهيار شركة Enron، أعلن أواخر العام الماضي أنه سيحول صندوق التحوط الخاص به إلى مكتب عائلي بعد قرابة أربعة عقود من العمل. يوضح تشانوس أن السبب الرئيسي لهذا التحول هو تراجع اهتمام المستثمرين، خاصة المؤسسات، بوضع الأموال في صندوف تحوط استراتيجيتة الأساسية هي بيع الأسهم على المكشوف.

انخفضت الأصول في صندوق تشانوس من أكثر من 6 مليارات دولار في عام 2008 إلى أقل من 200 مليون دولار. يقول تشانوس: “كان جانب الصندوق من أعمالنا يتضاءل – الناس ببساطة لم يرغبوا في الاستثمار”. ويضيف: “لقد تخلت المؤسسات عن فكرة تحقيق عوائد فائضة من الجانب الهبوطي.”

العديد من صنايق الاستثمار المتخصصة في بيع الأسهم على المكشوف

ليس تشانوس وحده من يعاني. فقد أغلقت عدة صناديق استثمار ذات انحياز قصير أبوابها بعد سنوات من الخسائر والتدفقات الخارجة. كان مؤشر صناديق الاستثمار ذات الانحياز للبيع على المكشوف يضم 54 صندوقا في عام 2008، لكن هذا العدد تقلص إلى 14 صندوقا فقط اليوم.

يرى نيكولاس بانيجيرتزوجلو، استراتيجي في JPMorgan Chase & Co، أن “التوسع الضخم” في سوق الأسهم يجعل من الصعب الاحتفاظ بالمراكز البيعية. على الرغم من أن توقعات البيع على المكشوف قد تكون صحيحة، فإن الارتفاع المستمر للأسواق يعني أن أي نظرية هبوطية قد تستغرق وقتًا طويلاً لتتحقق، ويظل البائعون على المكشوف يدفعون رسوم الاقتراض للأسهم التي باعوها.

من بين التحديات الأخرى التي يواجهها البائعون على المكشوف، التحقيقات التي تجريها وزارة العدل الأمريكية وهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية منذ عام 2021 حول احتمال التلاعب بالسوق. كما وضعت الهيئة قواعد جديدة تتطلب من صناديق التحوط والمستثمرين الكبار الإبلاغ عن مراكزهم القصيرة بشكل شهري، مما يزيد من التدقيق على هذا النشاط.

في ظل هذه الظروف الصعبة، يعاني النشطاء مثل أندرو ليفت من وضع غير مستقر. يقول ليفت: “إنه عمل سيء. تضع نفسك في مواجهة دائمة مع الدعاوى القضائية من الشركات، وربما من الحكومة. لماذا أفعل ذلك؟”

حتى مع تزايد تنظيم الأسواق وارتفاع أسعار الفائدة، يستمر البائعون على المكشوف في البحث عن فرص جديدة للتعبير عن آرائهم. بعضهم وجد طرقًا بديلة مثل إنشاء صناديق استثمار طويلة الأجل تستهدف أسواقًا ناشئة مثل فيتنام. بينما يرى آخرون مثل فهمي قدير، مؤسس Safkhet Capital LP، أن النجاح في هذا المجال يتطلب التكيف مع ظروف السوق ومحاولة تقليل تأثير تلك الظروف على المحفظة الخاصة بك.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى