اخبار اقتصاديةأخبار دولار فرنك

توقعات بارتفاع الفرنك السويسري مع تراجع تخفيضات الفائدة عن التوقعات

يشير خبراء الاقتصاد إلى احتمالية ارتفاع قيمة الفرنك السويسري في حال قرر البنك الوطني السويسري تخفيض أسعار الفائدة بشكل أكثر تحفظًا مما هو متوقع في الأسواق. تأتي هذه التوقعات في سياق استقرار معدلات التضخم عند مستويات أقل من 1% على أساس سنوي، وهي مستويات لا تتطلب العودة إلى أسعار الفائدة السلبية.

استقرار التضخم يعزز قوة الفرنك

يتوقع المحلل الاقتصادي في Commerzbank، مايكل فيستر، أن يستقر التضخم تحت الحد الأدنى للمستوى المستهدف من قبل البنك الوطني السويسري، الذي يتراوح بين 0% و2%. هذا الاستقرار في معدلات التضخم يقلل من الحاجة إلى اتخاذ تدابير مالية إضافية، مثل تخفيض أسعار الفائدة بشكل جذري.

علاوة على ذلك، قد تشهد سويسرا نموًا اقتصاديًا أسرع مقارنة بمنطقة اليورو والمملكة المتحدة خلال العام المقبل، مما يجعل الفرنك السويسري أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة ومستقرة.

سياسات البنك الوطني السويسري تجاه سوق الصرف

من المتوقع أن يتجنب البنك الوطني السويسري القيام بتدخلات كبيرة في سوق العملات الأجنبية، ما يعكس استعداد البنك لقبول ارتفاع معتدل في قيمة الفرنك. بناءً على هذه التوجهات، يتوقع محللو Commerzbank أن يشهد سعر صرف اليورو مقابل الفرنك السويسري تراجعًا إلى 0.91 بحلول ديسمبر 2025، مقارنة بمستواه الحالي الذي يبلغ 0.9312.

ويتمتع الفرنك السويسري بمكانة قوية نتيجة لعدة عوامل. أولًا، استقرار التضخم في سويسرا مقارنة بدول أخرى يساهم في تعزيز ثقة المستثمرين. ثانيًا، توقعات البنك الوطني السويسري بعدم الحاجة إلى العودة إلى الفائدة السلبية تقلل من الضغط على السوق. وأخيرًا، الأداء الاقتصادي المتوقع لسويسرا يجعلها وجهة مفضلة لرؤوس الأموال، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة عالميًا.

تأثير ارتفاع الفرنك على الاقتصاد والأسواق

ارتفاع قيمة الفرنك السويسري قد يؤدي إلى تأثيرات متعددة على الأسواق. على صعيد العملات، قد يصبح الفرنك ملاذًا آمنًا للمستثمرين، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية العالمية. أما بالنسبة لأسواق السندات، فمن المتوقع أن تشهد انخفاضًا في العوائد نتيجة السياسة النقدية الحذرة للبنك الوطني السويسري. ومع ذلك، قد تواجه الشركات السويسرية المصدرة تحديات بسبب ارتفاع تكلفة صادراتها، مما يؤثر على قدرتها التنافسية.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن الفرنك السويسري مرشح لتحقيق أداء قوي في المستقبل القريب. ومع ذلك، تبقى التطورات الاقتصادية في سويسرا والعالم عاملاً حاسمًا في تحديد مدى استمرارية هذه التوجهات. لذا، من الضروري أن يراقب المستثمرون قرارات البنك الوطني السويسري عن كثب لفهم تأثيرها المحتمل على الأسواق المالية والاستثمارات.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى