توقعات النمو في ألمانيا تتراجع واليورو يفشل في استكمال الصعود
تشهد ألمانيا تخفيض في توقعات النمو خلال عام 2024 في ظل ضعف الطلب الخارجي والمعوقات التي تشهدها الشركات الصناعية من جراء سياسة التشديد النقدي المتبعة من قبل البنك المركزي الأوروبي، بينما فشل اليورو في ان يستغل ضعف الدولار الأمريكي ويستكمل رحلة الصعود.
صرحت المستشارة الاقتصادية لألمانيا أولريكه مالميندير في مقابلة لها إن المستشارين الاقتصاديين في ألمانيا يعتزمون اتباع خطى الحكومة الألمانية وخفض توقعاتهم للنمو الاقتصادي في عام 2024.
وقدرت توقعات نوفمبر الصادرة عن مجلس مستشاري الحكومة أن يصل النمو إلى 0.7% فقط في عام 2024. ومن المقرر التحديث الرسمي التالي في منتصف مايو.
هذا وقد خفضت الحكومة الألمانية توقعاتها للنمو إلى 0.2٪ من 1.3٪، بسبب انخفاض النمو في الاقتصاد العالمي وحكم المحكمة الدستورية الألمانية الذي أحدث ثغرة في ميزانية البلاد.
حذرت غرف الصناعة والتجارة الألمانية يوم الخميس الماضي من أن أكبر اقتصاد في أوروبا سينكمش بنسبة 0.5% هذا العام، لتسجل عام آخر من الركود وأسوأ تراجع له منذ عقدين.
أظهر استطلاع أجرته غرف الصناعة والتجارة الألمانية وشمل أكثر من 27 ألف شركة أن 35% من الشركات التي شملها الاستطلاع تتوقع تدهور الأعمال في الأشهر الـ 12 المقبلة، بينما توقع 14% فقط تحسناً، حيث أن ارتفاع أسعار الطاقة والبيروقراطية ونقص العمال المهرة وضعف الطلب المحلي يؤثر سلباً على الأعمال والناتج الاقتصادي.
أيضا أشار البنك المركزي الألماني في تقرير شهري إن ألمانيا من المرجح أن تدخل في ركود الآن مع ضعف الطلب الخارجي واستمرار حذر المستهلكين وتراجع الاستثمار المحلي بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض.
وتواجه ألمانيا صعوبات منذ أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022 إلى ارتفاع تكاليف الطاقة، ويدخل اقتصادها الضخم المعتمد على الصناعة الآن في الربع الرابع على التوالي من النمو الصفري أو السلبي، مما يؤثر على منطقة اليورو بأكملها.
في المقابل انخفض اليورو الأوروبي لخمس أسابيع متتالية بسبب قوة الدولار الأمريكي الأخيرة والتوقعات بتأجيل البنك الفيدرالي بداية دورة خفض الفائدة، في الوقت الذي ترى فيه الأسواق أن المركزي الأوروبي قد يلجأ إلى خفض الفائدة قريباً.
وقد حاول اليورو الارتفاع بداية من هذا الأسبوع ليحاول أن يستغل ضعف مستويات الدولار الأمريكي، وترقب الأسواق لمحضر اجتماع البنك الفيدرالي الذي يصدر اليوم، ولكن واجه منطقة مقاومة قوية في تداولاته مقابل الدولار ليعود إلى التراجع من جديد.
انخفض زوج اليورو مقابل الدولار خلال تداولات اليوم الأربعاء بنسبة 0.2% وسجل أدنى مستوى عند 1.0791 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 1.0806، يأتي هذا بعد أن ارتفع الزوج يوم أمس ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 1.0838 قبل أن يقلص مكاسبه ويغلق عند 1.0807.
ارتفاع زوج اليورو مقابل الدولار يوم أمس وصل به إلى منطقة المقاومة 1.0830 والتي يتواجد بها المتوسط المتحرك 100 و 50 يوم، مما دفع السعر إلى التراجع بشكل سريع ليعود إلى المستوى التصحيحي 50% عند المستوى 1.0790 بالقرب من المتوسط المتحرك 200 يوم.
الجدير بالذكر أن الزوج قد ارتفع فوق خط الاتجاه الصاعد طويل الأجل بداية هذا الأسبوع بعد أن انخفضت التداولات تحته خلال الأسبوع الماضي قبل أن يعود إلى محاولات التداول فوقه مجدداً، والتراجع الحالي يعيد السعر إلى ملامس خط الاتجاه الصاعد.
محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم قد يساهم في تحديد الحركة القادمة لزوج اليورو مقابل الدولار.
تعليق واحد