الذهب يوسع من مكاسبه للجلسة الرابعة ليثبت أقدامه قبل محضر اجتماع الفيدرالي
ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم للجلسة الرابعة على التوالي، وذلك في ظل محاولات الذهب لتثبيت أقدامه قبل محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي هذا الأسبوع، في الوقت نفسه يستمر الدولار في التذبذب منذ بداية الأسبوع.
سجل سعر الذهب العالمي الفوري ارتفاع خلال تداولات اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 2027 دولار للأونصة، وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2017 دولار للأونصة.
حقق الذهب استفادة من التداولات الضعيفة لمستويات الدولار الأمريكي منذ بداية الأسبوع بسبب عطلة الأسواق الأمريكية يوم أمس، بالإضافة إلى غياب البيانات الاقتصادية الهامة، الأمر الذي ساعد على توسيع الذهب من مكاسبه.
وجد الذهب دعم منذ بداية الأسبوع من ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بعد الهجوم على ناقلة في مضيق باب المندب، لتستمر التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في دعم الطلب على الملاذ الآمن.
استطاع اذهب اكتساب المزيد من الزخم الصاعد بعد أن اغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2000 دولار للأونصة، بالرغم من انخفاض الأسعار خلال الأسبوع الماضي ليسجل أدنى مستوى منذ 3 أشهر عند 1984 دولار للأونصة.
بيانات التضخم الأمريكية عن شهر يناير التي صدرت الأسبوع الماضي جاءت أعلى من التوقعات الأمر الذي زاد من فرص استمرار أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت حتى يضمن البنك تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام.
وجاءت تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي متسقة هذا السياق، فقد أشارت عضوة البنك الفيدرالي ماري دالي أنه يتعين على البنك الاستمرار في مواجهة التضخم لضمان استقرار الأسعار.
بينما أكد عضو البنك جولسبي أن بيانات التضخم القليلة التي صدرت الأشهر الأخيرة لا تزال متسقة مع استراتيجية البنك للوصول إلى هدف التضخم المستهدف البالغ 2٪. ورغم ارتفاع بعض مؤشرات التضخم في يناير بنسبة أعلى من التوقعات، إلا أن جولسبي أشار إلى أن هذا الارتفاع لا يعني بالضرورة انحرافاً عن المسار المتوقع للوصول إلى الهدف.
من جهة أخرى، أكد جولسبي على أهمية النظر إلى التضخم على المدى الطويل وعدم الاعتماد على رقم شهر واحد في اتخاذ القرارات السياسية. ورغم أنه لا يؤيد الانتظار حتى يبلغ معدل التضخم 2٪ للبدء في خفض أسعار الفائدة، إلا أنه أكد على ضرورة متابعة تطورات الاقتصاد بشكل مستمر وتحديث السياسات استناداً إلى البيانات الحالية.
يصدر غدا محضر اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي والذي تنتظره الأسواق في محاولة لمعرفة أية مستجدات عن مستقبل أسعار الفائدة تم مناقشتها خلال اجتماع البنك الأخير نهاية شهر يناير. ولكن قد لا يساهم محضر الاجتماع في التأثير على الأسواق بشكل كبير بسبب تصريحات أعضاء البنك التي قدمت ما تحتاجه الأسواق حتى الآن.
التوقعات الحالية لحركة الذهب تشوبها اختلافات كثيرة، خاصة في ظل ضعف الطلب الاستثماري على المعدن النفيس، وهو ما يظهر على خروج استثمارات كبيرة من أسواق العقود المستقبلية للذهب، ومن صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.
المتوقع ان يستمر ارتفاع الذهب حالياً ليصل لمنطقة المستوى 2030 دولار للأونصة والذي يمثل خط الاتجاه الصاعد الذي استطاع السعر كسره خلال الأسبوع الماضي، وبالتالي مع وصول السعر لهذا المستوى سيعد إعادة اختبار للكسر السابق وقد نشهد استكمال حركة الهبوط التي بدأها الذهب الأسبوع الماضي من جديد.
ولكن إذا أغلق الذهب فوق المتوسط المتحرك 50 يوم اليوم عند المستوى 2020 دولار للأونصة، قد يثبت من أقدامه في حركة الصعود خاصة مع استقرار السعر فوق المستوى 2015 دولار للأونصة.
من جهة أخرى اذا امتلك الذهب الزخم الكافي لاختراق منطقة المستوى 2030 دولار سيفتح هذا الطريق إلى مزيد من المكاسب عند 2040 و 2065 دولار للأونصة، بينما العودة إلى الهبوط تدفع السعر لاستهداف المستوى 2000 دولار للأونصة.
