تداولات ضعيفة للدولار الأمريكي وتضارب في التوقعات لحركة الدولار

استقرت تداولات الدولار الأمريكي مع بداية جلسة هذا الأسبوع بالقرب من أعلى مستوياته في 3 أشهر التي سجلها الأسبوع الماضي، وذلك في ظل ضعف أحجام التداول اليوم، بينما هناك تضارب في التوقعات بشأن مستقبل حركة الدولار الأمريكي.
الأسواق الأمريكية مغلقة اليوم بمناسبة عطلة يوم الرؤساء، ومن المرجح أن تكون أحجام التداول منخفضة على مدار اليوم. وهذا السبب الرئيسي وراء استقرار وضعف مستويات الدولار الأمريكي مقابل العملات اليوم.
مؤشر الدولار الأمريكي شهد استقرار في تداولاته منذ بداية اليوم فوق المستوى 104.0، وذلك بعد أن ارتفع خلال الأسبوع الماضي وسجل أعلى مستوى في 3 أشهر عند 104.85.
ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوياته منذ منتصف نوفمبر خلال الأسبوع الماضي جاء بعد أن أظهرت البيانات أن التضخم الأمريكي جاء أقوى من المتوقع في يناير، مما دفع المستثمرين إلى خفض عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي يتوقعونها من البنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
لكن عاد الدولار إلى الانخفاض يوم الخميس بعد أن أظهرت البيانات انخفاض مبيعات التجزئة الشهر الماضي. وكان من المفترض أن يكون الأسبوع الماضي أسبوعًا جيدًا للدولار، لكن الدولار لم يتمسك بمكاسبه وفقد جزء كبير منها قبل نهاية الأسبوع.
سيكون محور اهتمام الأسواق المالية هذا الأسبوع محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي، وفي حال أظهر أعضاء البنك أي تشدد في السياسة النقدية سيعمل هذا دعم الدولار الأمريكي من جديد، خاصة بعد تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي الأخيرة التي تصب جميعها لصالح استمرار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت حتى تصدر بيانات تدل على تراجع مستدام في معدلات التضخم.
بشكل عام تشهد توقعات الدولار الأمريكي تضارب خلال هذه الفترة، فالبعض يرى أن تأجيل قرار رفع الفائدة من قبل الفيدرالي والذي من شأنه أن يدعم مستويات الدولار قد تم تسعيره بالفعل في الأسواق، وأنه في نهاية المطاف سيلجأ البنك إلى خفض الفائدة هذا العام بغض النظر عن موعد قيامه بهذا.
والبعض الآخر يرى أن الدولار لا يزال أمامه فرصة لتحقيق المزيد من الصعود خلال الفترة القادمة مع خاصة إذا وجد الدعم من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي توجد قوة الاقتصاد الأمريكي واستمرار سيناريو الهبوط الناعم.

الرسم البياني اليومي لمؤشر الدولار يظهر أن السعر قد واجه مقاومة قوية عند ارتفاعه خلال الأسبوع الماضي، وتتمثل هذه المقاومة في منطقة المستوى 105.00 والتي تمثل خط الاتجاه الهابط طويل الأجل.
عمل هذا على دفع الدولار إلى التراجع ليقترب من الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة. والجدير بالذكر أن مؤشر الدولار قد اخترق خط الرقبة لنموذج الرأس والكتفين العكسي وهو ما ساعده على الارتفاع واختراق المستوى التصحيحي 61.8% عند 104.40، ولكنه فشل في الحفاظ على مكاسبه أعلى هذا المستوى.
ننتظر هذا الأسبوع رد فعل الدولار وهل سينعكس لأعلى بعد ملامسة الحد السفلي للقناة السعرية الصاعدة عند المستوى 104.0 أم سيكسر هذا المستوى لأسفل ويستهدف المستوى 103.60.