هل يتمكن الذهب من التعافي فوق المستوى 2000 دولار من جديد؟
- تعافي أسعار الذهب ولكن تبقى مستقرة تحت المستوى 2000 دولار للأونصة.
- البيانات الأمريكية اليوم قد تحدد الخطوة القادمة للدولار والذهب.
- سيناريوهات حركة الذهب بعد انتهاء التذبذب الحالي.
ارتفعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم بشكل طفيف ولكنها تظل مستقرة تحت المستوى 2000 دولار للأونصة، بينما من جهة أخرى تنتظر الأسواق بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي من شأنها أن تعيد الحركة القوية إلى الأسواق.
سجل سعر الذهب الفوري اليوم أعلى مستوى عند 1998 دولار للأونصة ليقترب من المستوى 2000 دولار للأونصة ويسجل ارتفاع بنسبة 0.2% ليتداول حالياً عند المستوى 1996 دولار للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 1992 دولار للأونصة.
يأتي هذا بعد أن انخفضت أسعار الذهب لـ 6 جلسات متتالية انخفض خلالها بنسبة 2.5% ليسجل يوم أمس أدنى مستوى منذ 3 أشهر عند 1984 دولار للأونصة.
استقرت تداولات الذهب تحت المستوى 2000 دولار للأونصة ليومين تقريباً واليوم يعيد السعر اختبار هذا المستوى الهام الذي تم اختراقه يوم الثلاثاء الماضي بعد بيانات التضخم الامريكية التي جاءت أفضل من التوقعات ودفعت مستويات الدولار إلى الارتفاع بشكل كبير لتكون النتيجة انخفاض حاد في مستويات الذهب.
يوم الثلاثاء الماضي انخفض الذهب بنسبة 1.4% وهو أكبر انخفاض خلال جلسة واحدة منذ 4 ديسمبر الماضي، الأمر الذي يعكس قوة مراكز البيع التي كانت موضوعة على الذهب وكانت تنتظر فقط إشارة لبدأ التنفيذ، وجاءت الإشارة من بيانات التضخم الأمريكي.
جاء التضخم في يناير الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية أعلى من المتوقع الأمر الذي زاد من التوقعات في الأسواق أن البنك الفيدرالي لن يلجأ في وقت قريب إلى خفض أسعار الفائدة، وذلك بسبب التماسك الحالي في معدلات التضخم الذي يبدوا أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت قبل أن يظهر علامات على الهبوط المستدام نحو مستهدف البنك الفيدرالي للتضخم عند 2%.
رهانات الأسواق اختفت بالنسبة لاحتمال خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في اجتماع مارس القادم، وتراجعت بشكل كبير بالنسبة لاجتماع شهر مايو، والآن تصل التوقعات إلى 50% أن الفائدة قد تنخفض ربع درجة مئوية في اجتماع يونيو القادم.
في المقابل ارتفع الدولار الأمريكي ليسجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر بسبب التوقعات ببقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وقد سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى يوم أمس عند 104.85 قبل أن يشهد تراجع من هذا المستوى لجلستين متتاليتين ويسجل أدنى مستوى اليوم عند 104.47 فيما يعد تصحيح بعد ارتفاع الدولار الكبير.
قوة الدولار الأمريكي تزيد من الضغط السلبي على مستويات الذهب، ولكن بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي تصدر اليوم قد تساهم في تحديد الخطوة القادمة لكل من الدولار والذهب، بالإضافة إلى بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي تعد تحديث أسبوعي لأداء قطاع العمالة الهام في الولايات المتحدة.
من جهة أخرى أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي الأخيرة أن مجمل التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار في الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 9 فبراير قد سجلت 16.9 طن ذهب، ليستمر خروج التدفقات النقدية من صناديق الذهب للأسبوع السادس على التوالي.
صناديق الاستثمار في الذهب في أمريكا الشمالية شهدت النسبة الأكبر من خروج الاستثمارات بمقدار 13.2 طن ذهب وذلك بسبب توقعات استمرار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وبالتالي ارتفاع العائد على السندات الحكومية الذي يقدم عائد أفضل من الاستثمار في الذهب الذي لا يوفر عائد لحائزيه.
إذا فشل الذهب في استعادة مستوياته فوق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة في وقت سريع سيقلل هذا من فرصة للتعافي بشكل كبير، فكل يوم من التداول تحت هذا المستوى يزيد من فرص الهبوط أكثر، خاصة أنه لم يعد هناك دعم كافي لبقاء الذهب مرتفعاً.
حركة الانخفاض الأخيرة في أسعار الذهب تسببت في كسر عدد من المستويات الهامة، مثل خط الاتجاه الصاعد ومستوى الدعم الرئيسي 2015 دولار الذي تحول الآن إلى مستوى مقاومة، بالإضافة إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.
والآن يحاول السعر إعادة اختبار المستوى 2000 دولار للأونصة الذي يتوافق مع المتوسط المتحرك 100 يوم. وإذا نجح السعر في اختراقه لأعلى سيكمل الارتفاع لاختبار مستوى المقاومة 2015 دولار للأونصة.
أما في حال استكمال السعر للهبوط في حال فشل في اختراق المستوى 2000 دولار فيستهدف المستوى 1975 دولار للأونصة وهو مستوى الدعم الرئيسي الحالي في المنطقة وذلك بعد أن ينجح في كسر القاع السعري الذي سجله أمس عند 1984 دولار للأونصة.