الجنيه الإسترليني ينخفض لليوم الثاني بعد بيانات التضخم في بريطانيا

انخفض الجنيه الإسترليني خلال تداولات اليوم الأربعاء لليوم الثاني على التوالي وذلك بعد بيانات التضخم عن الاقتصاد البريطاني التي جاءت بدون تغير لتخفف الضغط على البنك المركزي البريطاني وتزيد فرص خفض الفائدة في وقت قريب هذا العام.

سجل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار انخفاض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 1.2547 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 1.2592 ليتداول حالياً عند 1.2548، يأتي هذا بعد أن انخفض يوم أمس بنسبة 0.3% بسبب قوة الدولار الأمريكي.

اليوم صدرت بيانات أسعار المستهلكين السنوي عن شهر يناير لتظهر ارتفاع بنسبة 4% بنفس قيمة القراءة السابقة وأقل من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 4.1%. بينما شهد المؤشر السنوي الجوهري ارتفاع بنسبة 5.1% بنفس قيمة القراءة السابقة أيضاً وأقل من التوقعات 5.2%.

حقيقة أن التضخم في بريطانيا جاء أقل من التوقعات يزيد من التوقعات أن ينخفض التضخم أكثر في الأشهر المقبلة، مما يمهد الطريق أمام البنك المركزي البريطاني للبدء في خفض أسعار الفائدة من أعلى مستوى لها منذ 16 عاما.

بشكل عام تساهم بيانات التضخم الصادرة اليوم في تخفيف الضغط على البنك المركزي البريطاني وتهيأ الأسواق بأن وقت البدء في خفض أسعار الفائدة يقترب.

من جهة أخرى أظهرت بيانات قطاع العمالة يوم أمس أن معدل الأجور العادية ارتفعت بنسبة 6.2٪ سنويًا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، وهي أبطأ زيادة منذ أكثر من عام ولكن حوالي ضعف الوتيرة التي يرى البنك المركزي البريطاني أنها تتفق مع عودة التضخم بشكل مستدام إلى مستهدفه 2٪.

بالرغم من ثبات التضخم اليوم وعدم استجابته للارتفاع على عكس التوقعات، إلا أن معدل التضخم يظل بعيد عن مستهدف البنك المركزي، وبالتالي سيضطر البنك الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة لفترة من الوقت لضمان الحصول على المزيد من الأدلة أن التضخم في طريقه إلى التراجع بشكل مستدام لمستهدف البنك.

تأتي هذه البيانات بعد تقرير التضخم عن الولايات المتحدة يوم أمس والذي أظهر تراجع في التضخم بأقل من التوقعات ليزيد هذا من فرص بقاء الفائدة الأمريكية عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت.

بالتالي أصبح هناك في توقعات السياسة النقدية بين الفيدرالي الأمريكي والمركزي البريطاني لصالح الفيدرالي، وبالتالي انعكس هذا بشكل سلبي على الجنيه الإسترليني في تداولاته مقابل الدولار.

الرسم البياني اليومي لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي يظهر كسر السعر للمتوسط المتحرك 100 يوم بالإضافة إلى كسر المستوى التصحيحي 50% عند 1.2580 خلال جلسة اليوم.

كسر السعر أيضاً خط الاتجاه الصاعد متوسط الأجل ليزيد من الضغط السلبي على تحركات السعر خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل قوة الدولار الأمريكي حالياً.

يستهدف زوج الإسترليني مقابل الدولار حالياً المتوسط المتحرك 200 يوم عند 1.2515 وهي نفس المنطقة التي يتواجد بها القاع السعري 1.2518 وهو أدنى مستوى منذ شهرين. هذه المنطقة قد توقف حركة هبوط السعر بسبب قوتها.