التذبذب يسيطر على الذهب مع توازن العوامل المسيطرة عليه

- التذبذب يسيطر على تحركات الذهب بسبب غياب الحافز في الأسواق.
- هناك توازن في العوامل المسيطرة على الذهب بين دعم الذهب والضغط السلبي عليه.
- توقعات حركة الذهب بعد الخروج من نطاق التداول الحالي.
استمرت أسعار الذهب العالمي في التذبذب لليوم الثالث على التوالي وذلك في ظل توازن العوامل المسيطرة عليه حالياً، بالإضافة إلى غياب الحافز المناسب في الأسواق لدفع الذهب خارج منطقة التداولات العرضية.
افتتح الذهب الفوري تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 2034 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2033 دولار، يأتي هذا بعد أن سجل يوم أمس أدنى مستوى عند 2020 دولار للأونصة وكان قد أغلق عند 2034 دولار للأونصة.
الذهب شهد خلال هذا الأسبوع تذبذب يميل إلى الهبوط، حيث يتجه الذهب إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 0.3%، وذلك في ظل ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي وتسجيل أعلى مستوى في 3 أشهر مطلع هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تعافي عوائد السندات الحكومية الأمريكية.
هناك توازن في العوامل المسيطرة على أسعار الذهب خلال الفترة الحالية، فتوقعات أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي بشأن الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية لفترة أطول من الوقت تسببت في ارتفاع الدولار وعوائد السندات الأمريكية وانعكس هذا بالتالي بشكل سلبي على أسعار الذهب.
في المقابل وجد الذهب الدعم من استمرار التوترات في الشرق الأوسط مع استمرار هجمات الكيان الصهيوني على مدينة رفع الجنوبية، وذلك بعد أن رفضت مبادرة الهدنة وقف إطلاق النار.
أيضاً بدأت الأسواق في الصين عطلة بداية العام الجديد وهي الفترة التي تشهد ارتفاع في مشتريات الذهب بشكل كبير، الأمر الذي يدعم أسعار الذهب.
من جهة أخرى قامت مؤسسة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف بنك نيويورك كوميونيتي بانكورب الإقليمي في ظل تزايد الضغط على عمليات التمويل وأزمة السيولة النقدية في البنك، يعيد ذلك المخاوف المتعلقة بأزمة القطاع المصرفي الأمريكي.
عملت هذه العوامل إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن الأمر الذي يقابل الضغط السلبي على المعدن النفيس نتيجة ارتفاع مستويات الدولار، وتوقعات بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
تقرير مجلس الذهب العالمي الأخيرة أظهر أن صافي التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر يناير 2024 قد سجلت 2.8 مليار دولار بما يعادل 51 طن ذهب، ليسجل خروج للتدفقات النقدية للشهر الثامن على التوالي، وتصل إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة في الصناديق العالمية إلى 210 مليار دولار.
السبب الرئيسي وراء استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار في الذهب هو التوقعات باستمرار أسعار الفائدة الأمريكية عند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت خلال عام 2024، الأمر الذي يدفع الاستثمارات إلى الانتقال لسوق السندات الأمريكية الذي يقدم عائد مرتفع بالمقارنة مع أسواق الذهب التي لا تقدم عائد.

الرسم البياني اليومي لأسعار الذهب الفوري تظهر تداول الذهب داخل نموذج المثلث وتحت مستوى المقاومة 2040 دولار للأونصة، وهو ما يدفع الذهب إلى التحرك في نطاق ضيق باتجاه عرضي.
وتبقى حركة الذهب متوقفة على سلوكه السعري خلال الفترة القادمة، فكسر السعر للحد السفلي للمثلث عند المستوى 2025 ثم كسره لمستوى الدعم الرئيسي 2015 يدفع السعر لمزيد من الخسائر وصولا إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.
بينما ارتفاع السعر فوق المستوى 2040 دولار ثم اختراق الحد العلوي للمثلث عند 2050 دولار للأونصة يدفع السعر إلى مستوى المقاومة 2065 دولار للأونصة ومن بعده المستوى 2080 دولار للأونصة.