الجنيه الإسترليني ينخفض لمستويات هامة بالرغم من تحسن بيانات الخدمات
- الجنيه الإسترليني يتراجع بشكل حاد بسبب قوة الدولار الأمريكي.
- تحسن في أداء قطاع الخدمات في بريطانيا يطغى على ضعف القطاع الصناعي.
- توقعات حركة زوج الجنيه الإسترليني / الدولار.
انخفض الجنيه الإسترليني مقابل الدولار للجلسة الثانية على التوالي ويسجل أدنى مستوياته منذ شهري، وذلك على الرغم من بيانات أداء قطاع الخدمات في بريطانيا التي جاءت أفضل من المتوقع، يرجع هذا إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بشكل كبير في الأسواق.
سجل زوج الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي انخفاض اليوم بنسبة 0.4% ليسجل أدنى مستوى منذ منتصف ديسمبر الماضي عند 1.2558 ليتداول حالياً عند المستوى 1.2548 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 1.2633.
الانخفاض الحاد في زوج الإسترليني / دولار بدأ يوم الجمعة الماضية حينما انخفض الزوج بنسبة 0.9% وذلك بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي الذي جاء أفضل من المتوقع ليظهر قوة أداء قطاع العمالة ومرونة الاقتصاد الأمريكي بشكل قلص توقعات خفض الفائدة الأمريكية خلال النصف الأول من العام الجاري.
صدر اليوم عن الاقتصاد البريطاني مؤشر مدراء المشتريات لقطاع الخدمات خلال يناير 2024 ليظهر نمو القطاع بقيمة 54.3 بأعلى من التوقعات 53.8 والقراءة السابقة 53.8. وذلك بدعم انتعاش الطلبيات الجديدة هذا الشتاء، حيث أدى انحسار مخاطر الركود والأوضاع المالية الميسرة إلى زيادة الرغبة في الإنفاق بين العملاء.
الأداء الإيجابي لقطاع الخدمات البريطاني يأتي على عكس أرقام أداء القطاع الصناعي الضعيفة التي صدرت يوم الخميس الماضي عن بريطانيا، حيث أبلغت المصانع عن تأخير عمليات التسليم من شرق آسيا بسبب الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.
من جهة أخرى ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب الذي يجمع بين أداء القطاع الصناعي وقطاع الخدمات، ليسجل أعلى مستوى له في ثمانية أشهر عند 52.9 في يناير من 52.1 في ديسمبر، مما يعكس الوزن الأكبر لقطاع الخدمات البريطاني الذي يعتمد عليه الاقتصاد البريطاني بشكل أساسي.
توقع البنك المركزي البريطاني خلال اجتماعه الأسبوع الماضي أن ينتعش الاقتصاد البريطاني ببطء على مدار عام 2024، بعد ركود في النصف الثاني من العام الماضي، مما يعكس انخفاض التضخم وتوقعات السوق بخفض أسعار الفائدة.
ولكن البنك أشار إن خفض أسعار الفائدة من المستوى 5.25٪ الحالي لا يزال من المرجح أن يكون بعيدًا بعض الشيء، حيث لا يزال البنك المركزي قلقًا بشأن الارتفاعات السريعة في الأجور وتكلفة الخدمات كثيفة العمالة.
أما عن زوج الجنيه الإسترليني / الدولار الأمريكي فقد أغلق تداولات يوم الجمعة الماضية عند 1.2631 تحت المتوسط المتحرك 50 يوم والذي لم ليغلق السعر تحته منذ منتصف شهر نوفمبر 2023، وهو ما تسبب في انخفاض حاد مع بداية تداولات الأسبوع الحالي.
من جهة أخرى تسبب هذا الانخفاض في كسر السعر لنموذج المثلث ليتراجع إلى المستوى التصحيحي 50% لموجة الهبوط الرئيسية، ويصل إلى المتوسط المتحرك 100 يوم.
من المتوقع أن توقف منطقة الدعم الحالية 1.2580 – 1.2590 حركة الهبوط في السعر وتدفعه إلى التحركات العرضية، ولكن الاغلاق اليومي تحت هذه المنطقة من شأنه أن يتسبب في المزيد من الهبوط حتى المستوى 1.2500 الذي يمثل المتوسط المتحرك 200 يوم.