تقرير الوظائف الأمريكي يغير من توجهات الأسواق ويعيد الدولار إلى الصدارة

- ارتفاع كبير في أعداد الوظائف الجديدة في الاقتصاد الأمريكي.
- بيانات الوظائف قلل من فرص خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في وقت قريب.
- الدولار يعوض خسائره بعد بيانات الوظائف.
صدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي بيانات تقرير الوظائف الحكومي ليشهد ارتفاع كبير في جميع مكوناته بشكل أفضل من المتوقع، الأمر الذي غير توجهات الأسواق بشأن أسعار الفائدة لتتراجع فرص خفض الفائدة الأمريكية في وقت قريب، الأمر الذي أعاد الدولار الأمريكي إلى تحقيق المكاسب.
أظهر تقرير الوظائف الحكومي عن القطاع الغير زراعي في الولايات المتحدة عن شهر يناير تعيين 353 ألف وظيفة بأعلى من التوقعات بقيمة 187 ألف وظيفة، وقد تم تعديل القراءة السابقة لتظهر 333 ألف وظيف بعد أن كانت عند 216 ألف.
من جهة أخرى ارتفع متوسط الأجر في الساعة بنسبة 0.6% بأعلى من التوقعات التي كانت تشير إلى 0.3% بينما كانت القراءة السابقة تظهر ارتفاع بنسبة 0.4%. أما عن معدل البطالة فقد استقر عند المستوى 3.7% دون تغير عن القراءة السابقة بعد أن كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع البطالة إلى 3.8%.
الاقتصاد المرن وإنتاجية العمال القوية شجعت الشركات على توظيف المزيد من الموظفين والاحتفاظ بهم، وهو اتجاه قد يحمي الاقتصاد من الركود هذا العام. لتظل الوظائف الجديدة أعلى بكثير من المستوى 100 ألف وظيفة شهرية الذي يعد الرقم لمناسب لمواكبة النمو في عدد السكان في سن العمل.
زادت الأجور بنسبة 4.5% في يناير 2024 عند مقارنته مع يناير 2023 بعد ارتفاعها بنسبة 4.3% في الشهر السابق. وذلك في ظل ارتفاع الوظائف الأكثر من كافي لدعم الاقتصاد والعمل على زيادة الإنفاق الاستهلاكي القوي.
نمو الأجور السنوي أعلى بكثير من متوسطه قبل وباء الكورونا ونطاق 3.0٪ إلى 3.5٪ الذي يراه معظم صناع السياسات متسقًا مع هدف التضخم الذي حدده البنك الفيدرالي الأمريكي بنسبة 2٪، مما يدعم وجهات النظر القائلة بأن شهر مارس ربما يكون مبكرًا جدًا لبدء البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
أبقى البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء، لكن رئيسه جيروم باول قدم أشار إلى قوة الاقتصاد، وأخبر الصحفيين أن أسعار الفائدة بلغت ذروتها وسوف تنخفض في الأشهر المقبلة.
بعد بيانات الوظائف اليوم تراجعت توقعات الأسواق لتظهر احتمال بنسبة 17% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة في مارس القادم انخفاضا من 35% قبل البيانات. بينما تراجعت توقعات خفض الفائدة في شهر مايو أيضاً إلى المستوى 59% بعد أن كانت أعلى من 60%.

نتيجة لهذا ارتفع الدولار الأمريكي بشكل كبير اليوم بعد الأداء السلبي الذي سجله يوم أمس واستمر فيه مطلع جلسة اليوم، حيث ارتفع مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.9% ليسجل اعلى مستوى في 7 أسابيع عند 103.68.
بالرغم من هذا الارتفاع في مؤشر الدولار إلا أنه حتى الآن لم يخترق المستوى 103.60 الذي يمثل المستوى التصحيحي 50% والذي يمثل المقاومة الرئيسية لمنطقة انحصار تداولات مؤشر الدولار منذ أسبوعين.
وكما يتضح في الرسم البياني تبقى تداولات مؤشر الدولار منحصرة بين مستوى المقاومة السابق ذكره ومستوى الدعم عند 102.85.