المركزي الأوروبي يقولها صريحة: من السابق لأوانه مناقشة تخفيضات أسعار الفائدة
اجتماع البنك المركزي الأوروبي وتصريحات رئيسة البنك لاجارد جاءت موافقة لتوقعات الأسواق، ليوضح المركزي الأوروبي بشكل صريح أنه من السابق لأوانه مناقشة تخفيضات أسعار الفائدة، مما يعني أن توجهات الأسواق مخالفة لتوجهات البنك الأوروبي.
في سبتمبر الماضي أنهى البنك المركزي الأوروبي أسرع دورة لرفع أسعار الفائدة على الاطلاق، ليبقي على أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها ليواجه حالياً موجة من توقعات الأسواق التي تشير إلى أنه قد حان الوقت لخفض أسعار الفائدة.
أبقى البنك المركزي الأوروبي على الفائدة على الودائع عند 4% دون تغيير وهو أعلى مستوى منذ انشاء البنك المركزي الأوروبي، كما استمرت الفائدة الأساسية عند المستوى 4.5% بدون تغيير أيضاً، واستقرت فائدة الإقراض مرتفعة بنسبة 4.75% دون تغيير.
يراهن المستثمرون على أن البنك المركزي الأوروبي يخطئ فيما يتعلق بكل من النمو والتضخم، وسوف يضطر إلى تغيير موقفه وإجراء خمس تخفيضات في أسعار الفائدة في تتابع سريع من أوائل الربيع.
اجتماع اليوم من المركزي الأوروبي لم يتعرض إلى هذا السيناريو ولم يدخل في تفاصيل خفض أسعار الفائدة، ليبقي البنك بيانه دون تغيير، ويكرر أن إبقاء أسعار الفائدة عند المستوى الحالي لفترة كافية سيعيد التضخم إلى الهدف. وأن قرارات السياسة النقدية للبنك تعتمد على البيانات الاقتصادية.
وفي تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد في المؤتمر الصحفي عقب اجتماع البنك أظهرت أن إجماع أعضاء البنك أنه من السابق لأوانه مناقشة تخفيضات أسعار الفائدة، وأن البنك في حاجة إلى الاستمرار في خفض التضخم حتى يتأكد البنك أن التضخم يتراجع إلى مستهدف البنك بشكل مستدام.
وصرحت لاجارد إن مخاطر النمو تميل نحو الاتجاه الهابط ويشمل ذلك تأثير التشديد النقدي والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط والتباطؤ الاقتصادي العالمي. وحذرت من أن تعطل التجارة بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية على الشحن في البحر الأحمر قد يزيد من التضخم من خلال رفع تكاليف الطاقة والشحن.
كما رفضت لاجارد التعليق على التكهنات بأن التخفيض الأول لسعر الفائدة قد يأتي في اجتماع البنك المركزي الأوروبي في يونيو.
كان من المفترض أن يكون تأثير اجتماع البنك المركزي الأوروبي على اليورو إيجابي كون البنك استمر على موقفه الداعم لاستمرار الإبقاء على الفائدة عند أعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت على عكس توقعات الأسواق، ولكن ما حدث اليوم هو انخفاض في مستويات اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.4%.
سجل زوج اليورو / الدولار أدنى مستوى في جلستين عند 1.0837 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 1.0884، بينما قد سجل الزوج أعلى مستوى في أسبوع خلال جلسة الأمس عند 1.0932.
الانخفاض الحالي في مستويات اليورو جاء بسبب تعافي مستويات الدولار الأمريكي اليوم بعد صدور بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي خلال الربع الرابع من العام الماضي، حيث سجل الاقتصاد نمو بنسبة 3.3% أعلى من التوقعات 2%، الأمر الذي تسبب في انخفاض مستويات اليورو.
التركيز انصب على الأخبار الأمريكية بسبب عدم صدور جديد عن البنك المركزي الأوروبي، وبالتالي كان التأثير لصالح الدولار على حساب اليورو.
حتى الآن يتداول زوج اليورو / الدولار بين المتوسط المتحرك 50 يوم و100 يوم حول المستوى التصحيحي 50%، والهبوط الحالي للزوج يستهدف المستوى 1.0821 الذي يمثل أدنى مستوى في 6 أسابيع، وكسر هذا المستوى يوسع من خسائر الزوج حتى مستويات 1.0800 الذي يمثل المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. ومن بعد المستوى 1.0760 الذي يمثل المستوى التصحيحي 38.2%.
