الذهب يوسع مكاسبه ويعوض جزء من خسائر هذا الأسبوع
وسع الذهب من مكاسبه خلال جلسة اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي ليقلص الخسائر التي سجلها هذا الأسبوع، وذلك في ظل عودة التوترات الجيوسياسية الي دفع الأسواق للتركيز على استثمارات الملاذ الآمن.
تتداول أسعار الذهب الفوري حالياً عند المستوى 2030 دولار للأونصة بعد أن سجل اعلى مستوى اليوم عند 2031 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند 2024 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن ارتفعت أسعار الذهب يوم أمس بنسبة 0.8% بمقدار 17 دولار.
حتى الآن انخفض الذهب منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.9% وسجل أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند 2001 دولار للأونصة قبل أن يبدأ الذهب في التعافي من هذا المستوى ويقلص خسائره حتى المستويات التي يتداول عندها اليوم.
التعافي خلال جلسة اليوم يأتي في ظل ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية، فقد تزايدت التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط في ظل استمرار العمليات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ضد جماعة الحوثيين.
من جهة أخرى بدأت التوترات في بقعة جديدة بعد أن شنت باكستان غارات على أراضي إيرانية وذلك بعد هجوم إيراني على الأراضي الباكستانية في وقت سابق هذا الأسبوع.
بشكل عام سيطر التراجع على أسعار الذهب منذ بداية الأسبوع بعد تغير توجهات الأسواق تجاه توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي، وذلك عقب تصريحات عدد من أعضاء البنوك المركزية التي أشارت إلى ضرورة استمرار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة حتى اطمئنان البنوك المركزية لتراجع التضخم بشكل مستدام.
ساعدت هذه التصريحات من جانب أعضاء الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية الأمريكية الأفضل من المتوقع، إلى خفض الأسواق لتوقعاتها لاحتمال خفض الفائدة الأمريكية بحلول مارس القادم ليصل الاحتمال حاليا إلى 56% بعد أن كان عند 70% خلال الأسبوع الماضي.
قوة بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية وتراجع طلبات اعانات البطالة الأمريكية أدى إلى ارتفاع مستويات الدولار الأمريكي بشكل كبير، فقد سجل مؤشر الدولار أعلى مستوى منذ أكثر من 4 أسابيع عند 103.43 مرتفعاً هذا الأسبوع بنسبة 1%.
بالإضافة إلى هذا عاد العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع ليسجل اعلى مستوى في 5 أسابيع عند 4.173% مرتفعا هذا الأسبوع بنسبة 5%.
ارتباط الذهب بعلاقة عكسية مع كل من الدولار وعوائد السندات الحكومية أدى إلى تراجع أسعار الذهب خلال الأسبوع ليصل إلى المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة، وهو المستوى الذي حمى أسعار الذهب طوال 8 أسابيع متتالية وكان من القوة لدفع السعر لأعلى من جديد.
يتميز الذهب عن غيره من الأدوات المالية أن يجد العديد من العوامل التي تدعمه في فترات الهبوط الأمر الذي يخفف من حدة التحركات السلبية على الذهب حالياً، فقد وجد الذهب الدعم من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الدعم المستمر من ارتفاع عمليات شراء البنوك المركزية للذهب لزيادة الاحتياطي لديهم.
الرسم البياني للذهب يظهر ارتداد قوي لسعر الذهب بعد وصوله لمستوى الدعم 2000 دولار للأونصة ليحاول حالياً اختراق منطقة المقاومة 2030 – 2035 دولار للأونصة والتي تتوافق مع خط الاتجاه الصاعد طويل الأجل وقصير الأجل.
الهبوط الأخير في أسعار الذهب ساعد على اكتسابه زخم صاعد يدفعه إلى الارتفاع حالياً محاولا اختراق عدد من المقاومات المتمثلة في المتوسطات المتحركة 50 و 100 على المستوى الزمني 4 ساعات.
هذا واذا استطاع الذهب أن يحقق اغلاق أسبوعي فوق منطقة الدعم فسيعمل هذا على دفعه إلى الارتفاع لمستويات 2050 ثم 2065 دولار، لينتظر المزيد من الدعم قبل أن يصل إلى المستهدفات الرئيسية عند 2080 دولار و2100 دولار للأونصة.
