الذهب يستسلم للهبوط في ظل قوة الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة

انخفضت أسعار الذهب بشكل كبير خلال تداولات اليوم الثلاثاء في ظل الارتفاع الكبير في مستويات الدولار منذ بداية تداولات اليوم الأمر الذي تسبب في تراجع لأسعار الذهب والسلع، بينما عملت تصريحات أعضاء البنوك المركزية في تقليص توقعات خفض الفائدة.
سجل سعر الذهب الفوري انخفاض منذ بداية جلسة اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى عند 2038 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2054 دولار ليتداول حالياً عند المستوى 2039 دولار للأونصة.
الذهب أنهى ثلاث جلسات متتالية من الارتفاع بعد الأداء الإيجابي الكبير للدولار الأمريكي خلال جلسة اليوم، فقد سجل مؤشر الدولار ارتفاع بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى منذ 5 أسابيع تقريباً عند المستوى 103.04.
السبب الرئيسي وراء ارتفاع الدولار بهذا الشكل كان تصريحات من عضو البنك المركزي الأوروبي يواكيم ناجل الذي أكد أنه من السابق لأوانه الحديث عن خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من هذا العام، وأن مستويات التضخم مرتفعة للغاية ويجب عدم الوقوع في خطأ الإسراع في خفض أسعار الفائدة.
تسببت هذه التعليقات المتشددة لعضو البنك المركزي الأوروبي الليلة الماضية مخاوف من أن تسعير السوق لمسار سعر الفائدة الفيدرالي قد يكون مبالغ فيه. ووفقاً لهذا تراجعت توقعات الأسواق بشأن إمكانية خفض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام.
ارتفاع مستويات الدولار أثر بالسلب على الذهب في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، هذا بالإضافة إلى ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فوق المستوى 4% مما زدا من الضغط السلبي على الذهب.
إلى جانب هذا يتحدث اليوم عضو البنك الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر إلى جانب تصريحات أخرى لأعضاء البنك الفيدرالي هذا الأسبوع، ولكن حديث والر اليوم قد يحوز على اهتمام الأسواق بشكل كبير.
بالإضافة إلى هذا تستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير على تحركات الأسواق اليوم، فقد وجد الدولار الأمريكي الدعم من تزايد الطلب على الملاذ الآمن بسبب تعهد جماعة الحوثيين في اليمن بالرد على هجمات القوات الأمريكية والبريطانية على مناطقهم.
في نفس الوقت عملت هذه التوترات على الحد من انخفاض سعر الذهب في الأسواق المالية اليوم مقارنة مع غيره من الأدوات المالية التي انخفضت بشكل كبير.
وعند النظر على سوق العقود المستقبلية للذهب نجد عقود شراء الذهب قد تراجعت إلى أدنى مستوى منذ شهرين، في ظل تراجع الطلب الاستثماري على الذهب في مقابل تزايد الطلب على عقود البيع.
يأتي هذا بسبب استمرار عدم اليقين بشأن مستقبل أسعار الفائدة على مستوى البنوك المركزية العالمية، وهو الأمر الذي يقلل من توقعات الاستثمارات إلى سوق الذهب بالمقارنة مع أسواق السندات التي تحقق استفادة من ارتفاع أسعار الفائدة.

أما عن أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب فتستمر في إظهار خروج التدفقات النقدية خلال الأسبوع المنتهي في 12 يناير لتصل إلى 12.5 طن ذهب، حيث شهدت الصناديق في أمريكا الشمالية خروج 6.2 طن وشهدت صناديق أوروبا خروج 5.7 طن.

الذهب فشل في الحفاظ على مكاسبه واختراق منطقة 2050 – 2055 دولار والاستقرار فوقها ليعود إلى الانخفاض بعد أن فقد الزخم الصاعد خاصة أنه لم يتمكن من اختراق خط الاتجاه الهابط بشكل ناجح.
يبقى مستوى الدعم 2025 دولار هو المستوى الرئيسي حالياً ومن بعده المستوى 2015 دولار وهي منطقة الدعم الرئيسية وفي حال كسرها يتحول الذهب إلى الاتجاه الهابط.