ما هو رأي أعضاء المركزي الأوروبي في تيسير السياسة النقدية خلال 2024؟

انضم عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي خواكيم ناجل إلى مجموعة متزايدة من أعضاء المركزي الأوروبي الذين يؤيدون النظر في خفض أسعار الفائدة هذا الصيف – مما يشير إلى أن السياسة النقدية في منطقة اليورو تبدأ في التغير.
ولأول مرة منذ وصول تكاليف الاقتراض إلى ذروتها في سبتمبر، اعترف ناجل في مقابلة مع بلومبرغ تي في أن الصيف قد يكون الوقت المناسب لمناقشة ما إذا كان النمو والتضخم قد ضعفا بما يكفي لتغيير السياسة النقدية المتشددة .
وبينما أصر على أن الموضوع مبكر جدا في الوقت الحالي، فإن الانضمام إلى غيره من أعضاء مجلس الإدارة يشير إلى أن توافقا في الآراء يتشكل داخل البنك المركزي الأوروبي حول تغيير السياسة النقدية المتشددة.
صعوبة التنبؤ بمستقبل الأجور
أشار ناجل إلى الأجور باعتبارها “المجهول الكبير”، في حين حذر روبرت هولزمان النمساوي، وهو مؤيد للسياية النقدية المتشددة، من أن تخفيض أسعار الفائدة ليس مؤكد على الإطلاق في عام 2024 بسبب المخاطر الجيوسياسية والتوترات في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، يبدو أن معظم صانعي السياسات يستعدون لاحتمالة تغيير السياسة التقدية المتشددة، ولوح ماريو سينتينو البرتغالي بأن البنك المركزي الأوروبي يمكن أن يتحرك خلال الأشهر الستة المقبلة، في حين ذكر يانيس ستورناراس اليوناني ومارتنس كازاكس اللاتفي أواسط العام.
حتى أولئك المؤيدون لخفض التشديد النفدي الحالي للمركزي الأوروبي- مثل بوريس فوجتشيتش الكرواتي وكلاس نوت الهولندي – قالوا فقط أن خفض الفائدة في النصف الأول بأنه غير مرجح، بدلاً من استحالته.
وسيجعل بدء تيسيير السياسة النقدية في الصيف البنك المركزي الأوروبي أقرب إلى توقعات الاقتصاديين، الذين يتوقعون تخفيضات بدءا من يونيو. هذا رأي مختلف بكثير من وجهة نظر المتداولين، الذين يراهنون على خفض الفائدة مقدارها ربع نقطة مئوية بدءا من أبريل.
كبير اقتصاديي بلومبرج يتوقع خفض الفائدة في يونيو
قال ديفيد باول، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في بلومبرغ إيكونوميكس: “يبدو أن أعضاء مجلس الإدارة يزيدون من جهودهم للتصدي للتسعير في الأسواق المالية”. “يعزز هذا وجهة نظرنا بأن أول تخفيض لأسعار الفائدة سيأتي في يونيو، ونتوقع أن تنقل الرئيسة كريستين لاغارد رسالة مماثلة في المؤتمر الصحفي بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي في يناير”.
وقالت لاغارد إن تخفيضات أسعار الفائدة ستبدأ بمجرد أن يقتنع صانعو السياسات بأن التضخم في طريقه للعودة إلى هدف 2% – وهو أمر اعتنقه ناجل. يقول معظمهم إن هذا يعني الانتظار لبيانات حاسمة حول الأجور التي من غير المرجح أن تأتي إلا حوالي مايو، مما يجعل يونيو أبكر اجتماع يمكن أن يتم فيه خفض سعر الإيداع من مستواه الحالي البالغ 4%.
قال ناجل: “ربما يمكننا الانتظار حتى الصيف أو ما شابه ذلك ولكن لا أريد التكهن”. وأضاف “أعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تخفيضات سعر الفائدة”.
كما حذر من تخفيف الإجراءات مبكرا جدا، حيث قال المسؤول الألماني: “كان هذا غالبا خطأ تم ارتكابه في الماضي. لا أريد تكرار هذا الخطأ”. “التضخم وحش جشع”.
أشار كبير الاقتصاديين فيليب لين إلى نقطة مماثلة على مدار الأسبوع الماضي، موضحًا أن خفض تكلفة الاقتراض ليس شيئًا سيناقشه البنك المركزي الأوروبي في أي وقت قريب، وأن إعادة مواءمة أسعار الفائدة بسرعة كبيرة يمكن أن تكون “مضادة للمصلحة”.
التوترات الجيوسياسية تزيد من ضبابية المشهد الاقتصادي
سلط كل من نادل وهولزمان الضوء على الجيوسياسة كمخاطرة رئيسية يمكن أن تغير وجهات نظرهما.
قال هولزمان: “زاد التهديد الجيوسياسي لأن ما رأيناه حتى الآن من قبل الحوثيين – أعتقد أن هذا ليس النهاية، قد يكون مقدمة لشيء أوسع بكثير، مما سيؤثر على قناة السويس ويرفع الأسعار هناك”. “لا ينبغي أن نعتمد على تخفيض السعر على الإطلاق لعام 2024”.
وأضاف: “بكل المعرفة التي نملكها حاليا، لن يكون ذلك أمرا صادقا للقيام به لأننا لا نعرف كيف سيتطور التضخم”.
ومن غير المرجح أن يشهد اجتماع سياسة البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل استقرار تكاليف الاقتراض، حيث يتردد المسؤولون في الإعلان عن انتصارهم على التضخم.
اقرأ أيضا…