صناديق الاستثمار في الذهب لم تقدم دعم كافي للأسعار في 2023

أداء صناديق الذهب خلال عام 2023 كان سلبي في ظل خروج تدفقات نقدية للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي أثر سلباً على دعم الذهب خلال العام الماضي، ولكن بالرغم من هذا استطاع الارتفاع بنسبة 13%.

صدر عن مجلس الذهب العالمي تقرير يوضح حجم التدفقات النقدية التي خرجت من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر ديسمبر وعام 2023 بأكمله، لتظهر البيانات خروج تدفقات نقدية في ديسمبر بمقدار 1 مليار دولار ليسجل خروج تدفقات للشهر السابع على التوالي.

أدى هذا إلى خروج تدفقات نقدية من صناديق الذهب خلال عام 2023 بأكمله بمقدار 15 مليار دولار وهي انخفاض للعام الثالث على التوالي، وجاءت الخسائر بقيادة صناديق الاستثمار في أوروبا التي شهدت خروج 11 مليار دولار وهو أسوأ أداء منذ عام 2013 عندما شهدت خسائر بمقدار 13 مليار دولار.

خسرت صناديق أمريكا الشمالية 4 مليارات دولار في عام 2023، بينما اجتذبت آسيا تدفقات بقيمة مليار دولار في العام الماضي، وهي المنطقة الوحيدة التي سجلت طلب إيجابي على صناديق الاستثمار المتداولة على الذهب حيث ساهمت الصين واليابان والهند بأكبر قدر.

أدت التوترات الجيوسياسية العالمية والشكوك الاقتصادية المحلية بالإضافة إلى الأداء اللافت للنظر للذهب بعملات مختلفة إلى زيادة الطلب الإيجابي على صناديق الاستثمار المتداولة على الذهب في هذه الأسواق خلال العام الماضي.

من ناحية أخرى نجد أن حيازات مجمل صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في العالم قد انخفضت بنسبة 7% خلال عام 2023، بينما ارتفع إجمالي الأصول الخاضعة للإدارة بنسبة 6% بسبب ارتفاع أسعار الذهب 15% وفقاً لتقرير مجلس الذهب العالمي.

أشار التقرير أيضاً أن متوسط حجم التداول اليومي للذهب سجل 152 مليار دولار في شهر ديسمبر منخفضاً بنسبة 13% مقارنة مع نوفمبر، وفي عام 2023 بأكمله ارتفعت أحجام تداول الذهب بنسبة 24% مقارنة مع عام 2022.

الجدير بالذكر أنه بالرغم من ضعف أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال عام 2023 استطاع الذهب الارتفاع بنسبة 13% خلال العام، وذلك بدعم من مشتريات البنوك المركزية الذي وصل إلى 800 طن ذهب خلال أول 9 أشهر من العام الماضي.

وبالنظر إلى سعر الذهب حالياً نجده يتحرك عند المستوى 2033 دولار للأونصة وسجل أعلى مستوى اليوم عند 2040 دولار للأونصة ليستمر في التذبذب لليوم الثاني على التوالي.

من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التذبذب حتى صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية، والذي من المنتظر أن تصدر غدا مع توقعات بتسجيل ارتفاع بنسبة 0.2% خلال شهر ديسمبر من القراءة السابقة 0.1%، وتوقع ارتفاع على المستوى السنوي بنسبة 3.2% من القراءة السباقة 3.1%.

تحركات الذهب تظهر تماسكه فوق مستوى الدعم 2025 دولار الذي يتوافق مع خط الاتجاه الصاعد ليستمر في التذبذب فوق هذا المستوى في انتظار صدور بيانات التضخم.

إذا جاءت بيانات التضخم لتدعم الدولار سيدفع سعر الذهب إلى التراجع وكسر هذا المستوى مستهدفاً 2015 ثم 1985 مرورا بالمستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.

بينما إذا جاءت البيانات ضد الدولار سيعمل هذا على دعم أسعار الذهب للارتفاع والوصول إلى المستوى 2065 واختراقه إلى مستوى المقاومة 2080 دولار ومن بعده المستهدف عند 2100 دولار للأونصة.