استقرار تداولات الدولار وسط غياب البيانات الهامة وترقب بيانات التضخم

شهد الدولار الأمريكي تذبذب خلال جلسة اليوم مقابل سلة من العملات الرئيسية، حيث تغير البيانات الاقتصادية الهامة والمؤثرة اليوم عن الأسواق المالية، الأمر الذي يدفع الأسواق إلى ترقب بيانات التضخم التي تصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال جلسة اليوم ليسجل ارتفاع بنسبة 0.1% ليتداول عند 102.12 لتظل التداولات تحت مستوى المقاومة الرئيسي 102.20 الذي فشل السعر في الاغلاق فوقه منذ أكثر من 3 أسابيع.
التذبذب الحالي في مستويات الدولار يأتي في ظل عدم وضوح الاتجاه في الأسواق مع غياب البيانات الاقتصادية الهامة خلال جلسة اليوم، بالإضافة إلى ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي تصدر يوم الخميس القادم، مما يدفعهم إلى عدم الرغبة في اتخاذ قرارات استثمارية حالياً.
احتمالات الأسواق بخفض الفائدة الأمريكية في اجتماع البنك الفيدرالي في شهر مارس القادم مستمرة في التراجع لتصل حالياً إلى 57.5% لتتراجع من 75% قبل بداية العام.
تراجع التوقعات يأتي بعد محضر اجتماع البنك الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي الذي أظهر عدم اليقين من قبل أعضاء البنك بشأن موعد البدء في خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي. بالإضافة إلى اهتمام أعضاء البنك باستمرار معدلات الفائدة عند أعلى مستوياتها الحالية حتى ضمان تراجع معدلات التضخم بشكل مستدام.
إلى جانب هذا أظهر تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر ديسمبر ارتفاع كبير في أعداد الوظائف الجديدة بأعلى من التوقعات، وذلك في ظل استمرار مرونة قطاع العمالة الذي حافظ على الاقتصاد الأمريكي من السقوط في الركود الاقتصاد خلال عام 2023 تحت وطأة عمليات رفع الفائدة لتسارع قياسي منذ بداية من مارس عام 2022.
أظهر أحدث مسح لتوقعات المستهلكين أجراه البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك يوم الاثنين أن توقعات المستهلكين الأمريكيين للتضخم على المدى القصير انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات في ديسمبر.
السيناريو الأساسي للبنك الفيدرالي حالياً هو الهبوط الناعم للاقتصاد الأمريكي وهو ما يعني تقلص معدلات التضخم مع استمرار الاقتصاد الأمريكي في تحقيق النمو الاقتصادي.
حتى الآن بيانات قطاع العمالة تدل على قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحقيق الهبوط الناعم في ظل استمرار خلق وظائف بمعدل أعلى من 100 ألف وظيفة إلى جانب استقرار معدلات النمو عن الربع الثالث.
لكن بيانات التضخم هذا الأسبوع إذا أظهرت تراجع كبير في التضخم فقد يزيد هذا من الضغط على البنك الفيدرالي للإسراع في عمليات خفض الفائدة، خاصة إذا تزامن هذا مع المزيد من إشارات التباطؤ في معدلات النمو في الأنشطة الاقتصادية المختلفة.

الرسم البياني لمؤشر الدولار اليومي يظهر استمرار تداول السعر تحت مستوى المقاومة الهام 102.20 الذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8% والذي فشل السعر في الاغلاق فوقه منذ أكثر من 3 أسابيع.
بقاء السعر تحت هذا المستوى يجعل السعر يتحرك داخل القناة السعرية الهابطة، بينما اذا نجح السعر في اختراق هذا المستوى لأعلى فسيعمل هذا على اختراق السعر للقناة السعرية الهابطة ليستهدف بعدها المستوى 102.80 ثم 103.10.
2 تعليقات