الين الياباني يستمر في التعافي بالرغم من ضعف بيانات التضخم

ارتفعت مستويات الين الياباني مقابل الدولار لليوم الثاني على التوالي وذلك بعد انخفاضه بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي، يأتي هذا التعافي على الرغم من تراجع بيانات التضخم عن العاصمة اليابانية طوكيو، بينما تبقى التوقعات حذرة بشأن تغير السياسة النقدية للبنك المركزي الياباني.
سجل زوج الدولار / الين الياباني انخفض خلال جلسة اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى في 3 جلسات عند 143.42 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 144.23 ليتداول وقت كتابة التقرير عند 143.93، وقد انخفض الزوج منذ بداية الأسبوع بنسبة 0.5%.
يأتي التراجع في زوج الدولار / الين الياباني هذا الأسبوع بعد ارتفاع كبير خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.5% وذلك بسبب قوة الدولار الأمريكي مع بداية العام وفي ظل تراجع توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في وقت مبكر هذا العام.
انخفض التضخم في العاصمة اليابانية طوكيو كما كان متوقعا في ديسمبر، وأصبح الآن على مسافة قريبة من الهدف السنوي لبنك اليابان، الأمر الذي يدل على اقتراب التضخم العام في اليابان من مستهدف البنك وبالتالي قد نرى تغير في السياسة النقدية.
مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في طوكيو خلال شهر ديسمبر سجل 2.4% بأقل من القراءة السابقة 2.6%، بينما تراجع المؤشر الجوهري السنوي الذي يستثني عوامل التذبذب إلى 2.1% ليوافق التوقعات من القراءة السابقة 2.3%.
تراجع التضخم في ديسمبر في مدينة طوكيو جاء بسبب الزيادات طفيفة في أسعار المواد الغذائية والوقود، والتي يبدو الآن أنها تستقر مع استقرار سلاسل التوريد العالمية. كما ساعدت قوة الين الياباني خلال شهر ديسمبر بعد على خفض تكاليف الاستيراد حيث ارتفع مقابل الدولار بنسبة 5% تقريباً.
أصبحت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الجوهرية الآن أعلى بقليل من النطاق المستهدف السنوي لبنك اليابان بنسبة 2٪، والذي أشار إليه البنك المركزي باعتباره أحد الاعتبارات الرئيسية لبدء تشديد السياسة النقدية الحالية شديدة الحذر، والتي تعتمد على التسهيل النقدي واعتماد فائدة سلبية.
عادة تعتبر قراءة مؤشر أسعار المستهلكين في طوكيو بمثابة توقع لمعدل التضخم العام في اليابان، والتي من المقرر أن تصدر في وقت لاحق من شهر يناير. حيث تعد طوكيو هي أكبر مدينة في اليابان وهي أيضًا أكبر محرك اقتصادي للبلاد.
الجدير بالذكر أن بيانات التضخم عن شهر ديسمبر لا تعكس تأثير الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في بداية عام 2024، والذي من المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع التضخم مع قيام الحكومة بطرح المزيد من الإنفاق المالي وسط جهود إعادة البناء. وأدى الزلزال إلى مقتل مئات الأشخاص وتسبب في اضطراب واسع النطاق في وسط اليابان.
ومن المتوقع أن تؤدي إجراءات التحفيز في أعقاب الكارثة إلى تأخير خطط البنك المركزي الياباني للابتعاد عن موقفه الحذر للغاية. وقد انخفض الين بشكل حاد في الأسبوع الأول من عام 2024 متتبعًا هذه الفكرة.

الرسم البياني اليومي لزوج الدولار / الين الياباني يظهر تراجع السعر منذ بداية الأسبوع ولكنه يواجه الآن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم عند 143.65 والذي أوقف هبوط الزوج يوم أمس وقد يدفعه إلى التذبذب خلال جلسة اليوم.
كسر هذا المستوى يفتح الطريق لوصول السعر إلى المستوى 143.00 يليه المستوى 142.40 الذي يمثل المتوسط المتحرك لـ 50 أسبوع.
المؤشرات الفنية تدعم تراجع الزوج حالياً ولكن قد تتغير تحركات الزوج هذا الأسبوع مع صدور بيانات التضخم الأمريكية التي من شأنها أن تؤثر على تحركات الدولار وعوائد السندات الأمريكية التي تؤثر على زوج الدولار / الين الياباني بشكل كبير.