الدولار يحافظ على مكاسبه والأعين على بيانات التضخم الأمريكية
استطاع الدولار أن يحافظ على مكاسبه التي سجلها خلال الأسبوع الماضي ليرتفع اليوم الاثنين مع بداية الأسبوع في ظل استمرار تقلص التوقعات المتعلقة بانخفاض الفائدة الأمريكية في وقت مبكر من هذا العام.
سجل مؤشر الدولار ارتفاع خلال جلسة اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 102.32 ويتداول حالياً عند 102.18 بالقرب من مستويات تداول يوم الجمعة الماضية، يأتي هذا بعد أن ارتفع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1%.
بداية العام كانت إيجابية بشكل بالنسبة للدولار الأمريكي ليعوض جزء من خسائره التي شهدها خلال شهري نوفمبر وديسمبر. ساعد على هذا تقلص التوقعات في الأسواق أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى البدء في خفض الفائدة في اجتماعه في مارس القادم.
خلال الأسبوع الماضي صدر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي ليظهر تغاضي أعضاء البنك عن التطرق لموعد البدء في خفض الفائدة، واشارة أعضاء البنك أن الهدف هو الحفاظ على الفائدة عند مستوياتها الحالية حتى ضمان تراجع التضخم بشكل مستدام للوصول إلى مستهدف البنك عند 2%.
من ناحية أخرى صدر يوم الجمعة الماضية تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر ديسمبر تعيين وظائف جديدة بمقدار 216 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة التي تم تعديلها إلى 173 ألف بعد ان كانت بقيمة 199 ألف، وكانت التوقعات بقيمة 168 ألف.
بيانات قطاع العمالة تشير إلى أن الاقتصاد تجنب الركود العام الماضي ومن المرجح أن يستمر في النمو حتى عام 2024 حيث تدعم مرونة سوق العمل الإنفاق الاستهلاكي. هناك حاجة إلى ما يقرب من 100 ألف وظيفة شهريًا لمواكبة النمو في عدد السكان في سن العمل.
هذا الأسبوع تنتظر الأسواق صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية، مع توقعات أن يسجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاع خلال شهر ديسمبر بنسبة 0.2% مقارنة مع القراءة السابقة بنسبة 0.1%، بينما متوقع أن يتراجع المؤشر الجوهري الذي يستثنى عوامل التضخم إلى 0.2% من 0.3%.
أما عن المؤشر السنوي فمتوقع أن يرتفع بنسبة 3.2% من القراءة السابقة 3.1%، بينما قد يظهر المؤشر الجوهري السنوي تراجع إلى 3.9% من القراءة السباقة 4%.
بيانات التضخم والوظائف هي البيانات الأساسية التي يعتمد عليها البنك الاحتياطي الفيدرالي في قراراته للسياسة النقدية، وكما يظهر من توقعات التضخم انه يشهد حالة من الثبات أو التعافي وهو الأمر الكفيل بتأكيد التوقعات التي بدأت تظهر في الأسواق أن البنك الفيدرالي لن يقوم بتغيير سياسته النقدية خلال النصف الأول من عام 2024.
الرسم البياني اليومي لمؤشر الدولار يظهر استمرار محاولة السعر اختراق القناة السعرية الهابطة ولكن حتى الآن يفشل في هذا حيث لم يستطع الاغلاق فوق المستوى 102.20 الذي يمثل الخط العلوي للقناة السعرية كما يمثل المستوى التصحيحي 61.8%.
فشل مؤشر الدولار في تحقيق أي اغلاق يومي فوق المستوى 102.20 منذ 3 أسابيع، وهو الأمر الذي يجعل يزيد من قوة مستوى المقاومة، وفي حال تحقيق اختراق ناجح يستهدف المستوى 102.80 ثم المستوى 103.00.
أما في حال ارتد السعر لأسفل يستهدف المستوى 101.60 ثم 101.20.