ما السبب وراء الضغط السلبي على أسعار الذهب منذ بداية العام؟
تشهد أسعار الذهب تراجع منذ بداية تداولات العام الجديد للتداول عند مستويات حرجة قد ينتج عن كسرها المزيد من التراجع في مستويات الذهب، يرجع هذا إلى تعافي كبير في مستويات الدولار الأمريكي وعوائد السندات الحكومية، بالإضافة إلى تغير في توقعات الأسواق.
انخفضت أسعار الذهب المحلي اليوم بنسبة 0.2% ليسجل أدنى مستوى منذ أسبوع عند 2052 دولار للأونصة، وكان قد انخفض منذ بداية العام بنسبة 0.4% ليصل السعر إلى مستوى الدعم عند 2050 دولار للأونصة والذي في حالة كسره يفتح الباب لمزيد من الهبوط.
انخفاض سعر الذهب يأتي بسبب العلاقة العكسية مع الدولار الأمريكي الذي ارتفع مذن بداية العام بنسبة 1% وفقا لمؤشر الدولار ليبتعد عن أدنى مستوى سجله منذ 5 أشهر عند 100.29.
من جهة أخرى نجد أن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفع منذ بداية العام بنسبة 2.7% ليسجل أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 4.024%، وهو الأمر الذي ساعد على تراجع أسعار الذهب بشكل كبير بسبب انتقال الاستثمارات إلى أسواق السندات بعد فترة طويلة من تراجع العائد الذي انخفض لشهرين متتاليين.
اليوم يصدر محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد في ديسمبر الماضي وشهد تغير وجهة نظر البنك ليشير إلى انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة، بالإضافة إلى توقع أعضاء البنك خفض الفائدة في 2024 بمقدار 75 نقطة أساس.
رد فعل الأسواق جاء كبير بعد اجتماع البنك وسعرت الأسواق أن يبدأ البنك في خفض الفائدة خلال اجتماع شهر مارس، وهو ما حاول أعضاء البنك الفيدرالي نفيه خلال تصريحاتهم الأخيرة، واليوم تنتظر الأسواق المزيد من التأكيد من محضر اجتماع البنك.
ترقب الأسواق وعدم اليقين بشأن وقت بداية خفض الفائدة الأمريكية تسبب في تراجع الذهب خاصة بعد أن فشل في اختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 2080 دولار للأونصة، وهو المستوى الذي لم يحقق أي اغلاق يومي فوقه حتى الآن مما يدل على أن الذهب لا يملك الزخم الكافي حالياً لتحقيق المزيد من الارتفاع.
هناك أيضاً العديد من التوقعات في الأسواق اليوم أن محضر اجتماع البنك الفيدرالي لأن يأتي في صالح خفض الفائدة بشكل مبكر من عام 2024، وأنه سيظل متمسك بالحفاظ على الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 22 عام بسبب استمرار التضخم بعيداً عن مستهدف البنك.
من جهة أخرى نجد أن تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر نهاية هذا الأسبوع متوقع له أن يشهد تراجع في الوظائف الجديدة خلال شهر ديسمبر بقيمة 167 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة بقيمة 199 ألف مع توقعات بارتفاع معدل البطالة إلى 3.8% من 3.7%.
تباطؤ قطاع العمالة ينعكس بالسلب على معدلات التضخم وبالتالي قد يجد الفيدرالي نفسه مضطر إلى الإسراع في بدء خفض أسعار الفائدة، وهو ما يدل على عدم وضوع الرؤية بالنسبة للسياسة النقدية حتى الآن.
ساهم كل هذا في دفع أسعار الذهب إلى التراجع، خاصة أنها تواجه مستوى دعم حرج حالياً عند 2050 دولار للأونصة وفي حالة كسره قد يدفع السعر إلى مزيد من الهبوط حتى المستوى 2025 دولار للأونصة.