أخبار الأسواقتقارير اقتصادية

الدولار الأمريكي قد يجد بعض الدعم خلال الربع الأول من عام 2024

شهد الدولار الأمريكي أداء ضعيف خلال الربع الرابع من عام 2023 متأثراً بالتراجع الكبير في عوائد السندات الأمريكية بالإضافة إلى تغير لهجة البنك الاحتياطي الفيدرالي وتركيز الأسواق على توقعات خفض الفائدة من قبل الفيدرالي.

انخفض مؤشر الدولار خلال الربع الرابع بنسبة 4.6% ليسجل أدنى مستوياته منذ 5 أشهر في ديسمبر الماضي عند 100.29، وكان قد ارتفع مطلع شهر أكتوبر الماضي ليسجل أعلى مستوى منذ عام كامل عند 107.03.

واليوم في أولى جلسات تداول عام 2024 ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.8% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 101.893 وذلك بعد ثلاث أسابيع متتالية من الهبوط.

خلال شهر أكتوبر الماضي وجد الدولار الدعم من كونه ملاذ آمن في الأسواق بعد الحرب على غزة التي دفعت المستثمرين إلى العزوف عن المخاطرة لصالح استثمارات الملاذ الآمن مثل الذهب والدولار.

ولكن مع سيطرت توقعات خفض الفائدة الأمريكية خلال عام 2024 على الأسواق فقد الدولار الكثير من مكاسبه ليصل مع نهاية العام إلى أدنى مستوياته في 5 أشهر، وذلك بعد أن أكد البنك الاحتياطي الفيدرالي هذه التوقعات في اجتماعه الأخير من العام.

الاجتماع الأخير للفيدرالي الأمريكي شهد تغير نبرة البنك ليشير إلى انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة وذلك بعد انخفاض معدلات التضخم بشكل أكثر من توقعات البنك، كما أشارت توقعات أعضاء البنك فيما يعرف بالمخطط النقطي أن الفيدرالي مقدم على خفض الفائدة خلال عام 2024 بمقدار 75 نقطة أساس.

توقعات الفائدة في 2024
توقعات الفائدة في 2024

ولكن توقعات الأسواق لموعد ومقدار خفض الفائدة كان مختلفاً عن توقعات الفيدرالي بشكل كبير، فقد أشارت الأسواق أن الفائدة ستبدأ في الانخفاض خلال اجتماع البنك في مارس 2024 ووضعت احتمال وصل إلى 75%، وأن تصل مجمل عمليات خفض الفائدة إلى 125 – 150 نقطة أساس خلال العام.

حاول أعضاء البنك الفيدرالي تهدئة الأسواق والتخفيف من حدة هذه التوقعات ولكنها فشلت في ذلك، خاصة بعد تراجع معدلات التضخم الأمريكية خلال شهر نوفمبر وفقاً لبيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل للبنك.

والآن يواجه الدولار توقعات مختلفة خلال الربع الأول من العام، مع توقعات بتعافي الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته وذلك في ظل انتظار الأسواق لمزيد من البيانات التي تؤكد أن البنك الفيدرالي سيعمل على البدء في خفض التضخم بشكل مبكر.

هذا الأسبوع يصدر محضر اجتماع الفيدرالي وتقرير الوظائف الأمريكي الحكومي عن شهر ديسمبر، بالإضافة إلى صدور بيانات التضخم الأمريكية عن شهر ديسمبر خلال هذا الشهر قبل أن ينتهي باجتماع البنك الفيدرالي الأول لهذا العام.

سيكون شهر يناير 2024 بمثابة جمع المزيد من المعلومات للأسواق لمعرفة مسار الدولار والفائدة الأمريكية خلال العام الجاري، وهو ما قد يعطي فرصة لارتفاع الدولار وتعويض جزء من خسائره الماضية.

أما عن العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات فقد انخفض خلال شهر ديسمبر بنسبة 10.7% ليسجل أدنى مستوى في 5 أشهر عند 3.783% مسجلاً انخفاض للشهر الثاني على التوالي.

بينما ارتفع العائد مع أولى جلسات تداول هذا العام بنسبة 2% وسجل اعلى مستوى في أسبوعين عند 4.024%.

ستتأثر عوائد السندات الأمريكية بشكل كبير خلال الربع الأول من العام بالبيانات الاقتصادية، أي تسارع في النمو من شأنه أن يعزز مكاسب قطاع التوظيف مما يفرض ضغوطا تصاعدية على الأجور وبالتالي على التضخم.

بالرغم من تسعير الأسواق لخفض مبكر للفائدة من قبل الفيدرالي هذا العام، إلا أن أسعار الفائدة تظل حتى هذه اللحظة عند أعلى مستوياتها منذ 22 عام، ويظل التضخم أعلى من مستهدف البنك الفيدرالي، وهو من شأنها أن يدعم عوائد السندات ويدعم الدولار في نفس الوقت.

قد يشهد الربع الأول من العام تذبذب وارتفاع في مستويات الدولار وعوائد السندات متأثراً بتغير البيانات الاقتصادية التي تصدر عن الاقتصاد الأمريكي. ولكن كلمة الفصل ستكون مع نهاية الربع الأول مع صدور اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى