الجنيه الإسترليني قد يفقد مكاسبه مع تغير نظرة المركزي في 2024
الجنيه الإسترليني يشهد ضغط سلبي مع بداية العام الجديد، والنظرة المستقبلية الخاصة به تحتوي على كثير من الغموض خاصة مع عدم وضوح التوجه القادم للبنك المركزي البريطاني في ظل توقعات قوية في الأسواق بانتهاء التشديد النقدي في ظل تراجع التضخم والنمو البريطاني.
انخفض زوج الجنيه الإسترليني / دولار مع أولى تداولات عام 2024 ليسجل أدنى مستوى في أسبوع عند 1.2620 منخفضاً بنسبة 0.7% وذلك بعد أن سجل ارتفاع خلال كل من شهر نوفمبر وديسمبر من العام الماضي بنسبة 4% و0.9% على الترتيب.
التراجع الحالي في مستويات الجنيه الإسترليني يأتي في ظل البداية القوية للدولار هذا العام، فقد ارتفع مؤشر الدولار اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى في أسبوع عند 101.88.
التوقعات بالنسبة للجنيه الإسترليني خلال عام 2024 تظهر غير واضحة، فمن جهة متوقع أن يحصل على دعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي التي قد نشهدها هذا العام بسبب توجه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة.
ومن جهة أخرى نجد أنه متوقع أن يحقق تراجع بسبب التغير المحتمل في توجهات البنك المركزي البريطاني ليبدأ في خفض أسعار الفائدة وأن ينهي دورة رفع الفائدة بعد التراجع في معدلات التضخم والنمو في الاقتصاد البريطاني.
هل يستجيب المركزي البريطاني لتوقعات الأسواق؟
توقعات الأسواق تشير أن البنك المركزي البريطاني من غير المتوقع أن يلجأ إلى المزيد من عمليات رفع الفائدة، وأن الأسواق تتوقع عمليات متعددة من خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية.
تقرير التضخم الأخير الصادر عن البنك المركزي البريطاني أشار إلى تراجع ضغوط الأسعار في نوفمبر، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين. أدى انخفاض أسعار الوقود والغذاء والسلع المنزلية إلى انخفاض التضخم السنوي إلى 3.9% من 4.6% في أكتوبر، وهو أقل بكثير من توقعات السوق البالغة 4.4%.
يأتي هذا التراجع في معدلات التضخم بخلاف توقعات البنك المركزي البريطاني في اجتماعه الأخير الذي أشار خلاله إلى تراجع التضخم إلى 4.5٪ في الربع الأول من عام 2024 و3.75٪ في الربع الثاني من عام 2024. وأشار التقرير إلى أن التضخم سينخفض إلى مستهدف البنك عند 2% خلال عامين.
بعد هذا التغير الكبير في تراجع معدلات التضخم في بريطانيا من المتوقع الآن أن يقوم البنك المركزي البريطاني بتغيير توقعاته خلال اجتماعه القادم في فبراير.. كما تجاهل البنك المركزي إلى حد كبير خلال اجتماعه الأخير البيانات التي تظهر تباطؤًا في نمو الأجور وانخفاضًا بنسبة 0.3٪ في الناتج المحلي الإجمالي في أكتوبر – مما يزيد من احتمالات الركود في الفترة التي تسبق الانتخابات الوطنية المتوقعة في عام 2024.
ولكن توقع البنك المركزي البريطاني أن تظل معدلات النمو في بريطانيا ثابتة خلال عام 2024، وإذا كانت هذه التوقعات صحيحة، فسيصبح من الصعب بشكل متزايد على البنك البريطاني تجاهل توقعات السوق التي تدعو إلى سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024 والبدء بشكل مبكر.
الرؤية الفنية لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار
الرسم البياني الأسبوعي لزوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار يظهر فشل الزوج في اختراق منطقة المقاومة 1.2720 – 1.2735 وتحقيق اغلاق أسبوعي فوقها وتشمل هذه المنطقة المستوى التصحيحي 64.8% لموجة الهبوط الأساسية بالإضافة إلى المتوسط المتحرك لـ 200 أسبوع.
الآن انعكست حركة الزوج ليكسر خط الاتجاه الصاعد ليستهدف المستوى 1.2520 الذي يمثل المتوسط المتحرك 100 أسبوع، ثم مستوى الدعم 1.2460 الذي يمثل المتوسط المتحرك 50 أسبوع والمستوى التصحيحي 38.2%.