فيديكس يلقي بظلاله على وول ستريت مع توقعاته الضعيفة للعام القادم

شهد السوق الأمريكي اليوم الأربعاء انخفاضًا طفيفًا في مؤشرات الأسهم الرئيسية، مع هدوء في الارتفاع المتواصل الذي كان قائمًا على مدى عدة أسابيع ماضية.

شهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بمقدار 80 نقطة، أو ما يعادل 0.2%، في حين تراجع مؤشر S&P 500 بنحو 8 نقاط، أي بنسبة 0.2% أيضًا. وقد انخفض مؤشر ناسداك المركب بمقدار 20 نقطة، بنسبة انخفاض قدرها 0.1%.

على الرغم من هذه التراجعات، يظهر كل من المؤشرات الثلاثة استعدادًا لتحقيق اغلاق قوي في شهر ديسمبر والبدء بقوة في عام 2024، مدعومين بتفاؤل متزايد حول إمكانية أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في العام الجديد.

في الوقت الذي تشير فيه توقعات الأسواق إلى احتمال يزيد عن 72% أن يقوم الفيدرالي  بتخفيض بمقدار 25 نقطة أساس في مارس، ارتفعت نسبة التوقعات عن  43% الأسبوع الماضي.

في سياق متصل، قامت غولدمان ساكس برفع توقعاتها لمؤشر S&P 500 لعام 2024 بنسبة 8%، ليصل إلى 5100 نقطة، متجاوزةً بذلك إغلاق يوم الثلاثاء بأكثر من 300 نقطة. يستند هذا الارتفاع في التوقعات إلى آثار إيجابية متوقعة على الأسهم الأمريكية نتيجة انخفاض التضخم وأسعار الفائدة.

توقعات ضعيفة لسهم فيديكس

مع ذلك، أثرت التوقعات الضعيفة من فيديكس بشكل سلبي على قيمة أسهم الشركة، حيث انخفضت بنسبة 11% بعد تخفيضها لتوقعات الإيرادات السنوية وتسجيل ربح ربع سنوي أقل من التوقعات. وأشارت الشركة إلى “الظروف الاقتصادية المتقلبة” كسبب رئيسي وراء تحديات الطلب من العملاء لبقية العام المالي، مما ينذر بإمكانية ضعف الإنفاق الترفيهي في الولايات المتحدة بسبب التضخم المستمر وارتفاع أسعار الفائدة.

كما تأثر سهم جنرال ميلز سلبًا بنسبة 3.5% بعد خفض شركة الأغذية توقعاتها السنوية للمبيعات وفشلها في تحقيق تقديرات أرباح الربع الثاني، مما يشير إلى تعافي أبطأ في الطلب الاستهلاكي.

البيانات الأمريكية

من ناحية البيانات الاقتصادية، تضمنت الأرقام التي صدرت يوم الأربعاء ثقة المستهلك لشهر ديسمبر وإحصائيات مبيعات المنازل القائمة لشهر نوفمبر. لكن السوق يركز بشكل أساسي على مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي الأساسي المقرر إصداره يوم الجمعة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي. يأمل المستثمرون في رؤية مزيد من العلامات على تباطؤ التضخم بما يكفي ليدفع الفيدرالي إلى تخفيف سياسته في العام المقبل.

أسعار النفط ترتفع وسط توترات جيوسياسة:

في سوق السلع، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا يوم الأربعاء وسط مراقبة المتداولين للمشهد الجيوسياسي المتوتر في البحر الأحمر وتعاملهم مع زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية.

ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي بنسبة 1.8% إلى 75.26 دولار للبرميل، بينما ارتفعت عقود برنت بنسبة 1.6% إلى 80.46 دولار للبرميل. وقد جاء هذا الارتفاع بعد تراجعات سابقة نتيجة المخاوف من اضطرابات في الإمدادات بسبب هجمات مجموعة الحوثيين اليمنية في البحر الأحمر، وهو ما قد يدفع شركات النفط ومشغلي الشحن إلى التفكير في تجنب قناة السويس، الطريق الحيوي إلى السوق الآسيوية.

أبرز التطورات الأخيرة في سوق النفط العالمية هو التقرير الصادر عن معهد البترول الأمريكي، الذي كشف عن زيادة غير متوقعة في مخزونات النفط الخام الأمريكية. هذه الزيادة التي بلغت 900,000 برميل تعارضت مع التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 2.2 مليون برميل. هذا التطور يضع في الواجهة مدى قوة الإنتاج الأمريكي للنفط الخام، الذي يبدو أنه ما زال يحافظ على مستوياته العليا.

من المنتظر أن تقوم إدارة معلومات الطاقة بإصدار بياناتها الرسمية حول الموضوع في وقت لاحق،و تتوقع الأسواق أن تعطي هذه البيانات الرسمية تأكيدًا  للأرقام التي قدمها معهد البترول الأمريكي، والتي تشير إلى أن الإنتاج الأمريكي لا يزال في قمة مستوياته.