تحسن البيانات الأمريكية يفشل في دعم الدولار

• بيانات مبيعات التجزئة وطلبات البطالة الأمريكية تشهد تحسن.
• الدولار الأمريكي مستمر في الهبوط الحاد متأثراً بنتائج اجتماع الفيدرالي يوم أمس.
• توقعات حركة مؤشر الدولار خلال الفترة القادمة.

استمر الدولار الأمريكي في التراجع بشكل حاد ليسجل أدنى مستوياتها منذ 4 أشهر ونصف، وذلك على الرغم من تحسن البيانات الأمريكية اليوم التي فشلت في تقديم أي دعم للدولار الذي يعاني منذ اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي يوم أمس.

انخفض مؤشر الدولار اليوم بنسبة 1.2% وسجل أدنى مستوى منذ الأسبوع الأول من شهر أغسطس عند 102.14 وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 103.36، حيث يتجه مؤشر الدولار إلى تسجيل انخفاض خلال هذا الأسبوع بنسبة 1.8%.

التراجع الحاد في مستويات الدولار جاء على الرغم من بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر نوفمبر التي أظهرت ارتفاع بنسبة 0.3% بأعلى من القراءة السابقة التي كانت منخفضة بنسبة – 0.2% والتوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض بنسبة – 0.1%، بينما ارتفع المؤشر الجوهري بنسبة 0.2% مقارنة مع القراءة السابقة الصفرية بنسبة 0.0% والتوقعات المنخفضة بنسبة – 0.1%.

أيضاً صدر اليوم بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي أظهرت تراجع إلى المستوى 202 ألف وكانت القراءة السابقة عند 221 ألف والتوقعات عند 219 ألف.

الاقتصاد الأمريكي مستمر في إظهار مرونة كافية لعدم السقوط في الركود الاقتصادي في الوقت الذي يتراجع فيه التضخم بشكل تدريجي، وهو السبب وراء انهاء البنك الفيدرالي لدورة رفع الفائدة خلال اجتماعه يوم أمس.

التوقعات تشير إلى نمو الإنفاق الاستهلاكي المعدل حسب التضخم بمعدل سنوي يبلغ حوالي 2٪ خلال الربع الرابع، وهو أبطأ من وتيرة 3.6٪ المسجلة في الربع الثالث.

من جهة أخرى أظهر تقرير الوظائف الأمريكي عن شهر نوفمبر توسع عمليات التوظيف إلى 199 ألف بينما تراجعت معدلات البطالة إلى 2.7% من أعلى مستوى في سنتين عند 2.9%.

البيانات الإيجابية اليوم عن الاقتصاد الأمريكي تعكس حركة الاقتصاد ضمن توقعات البنك الفيدرالي الأمريكي، حيث يستمر الإنفاق وخلق الوظائف الجديدة في النفس الوقت الذي يتقلص فيه التضخم بشكل تدريجي.

في نفس الوقت الضغط السلبي على الدولار مستمر في التزايد بسبب توقعات خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال عام 2024 وفقا لتوقعات أعضاء البنك الفيدرالي، بالإضافة إلى الانخفاض الحاد في العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات الذي سجل أدنى مستوى منذ نهاية شهر يوليو الماضي عند 3.932%.

استطاع مؤشر الدولار كسر المستوى 102.36 الذي كان يمثل قاع سعري منذ 11 أغسطس الماضي، وسجل أدنى مستوى عند 102.02.

السعر يواجه حاليا منطقة الدعم بين 102.00 – 102.20 والتي تشمل المستوى التصحيحي الرئيسي 61.8% لموجة الصعود الأخيرة، وقد تعمل هذه المنطقة على وقف حركة الهبوط الحادة التي بدأت هذا الأسبوع وتدفع السعر إلى التذبذب في محاول للبقاء داخل القناة السعرية الهابطة.

كسر هذه المنطقة تدفع السعر إلى هبوط مفتوح حتى مستوى الدعم الثانوي 101.50 ومن بعده المستوى 101.00 الذي يمثل خط الاتجاه الصاعد الرئيسي.

بينما التصحيح الإيجابي بسبب تعديل المؤشرات الفنية التي تظهر تشبع في البيع قد تعود بالسعر إلى المستوى 103.00.