سيناريوهات التداول على اجتماع البنك المركزي الأوروبي

اليوم يأتي الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي هذا العام مع توقعات بتثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، ولكن بيان البنك والمؤتمر الصحفي لرئيسته قد يعمل على تغيير توقعات الأسواق خلال العام القادم، خاصة بعد اجتماع الفيدرالي يوم أمس والذي غير من سياسته النقدية.

التوقعات تشير أن البنك المركزي الأوروبي سيبقي سعر الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية وأسعار الفائدة على تسهيلات الإقراض وتسهيلات الودائع دون تغيير عند 4.50% و4.75% و4.00% على التوالي.

منذ اجتماع البنك المركزي الأوروبي في أكتوبر الماضي انخفض معدل التضخم في منطقة اليورو بشكل كبير، وشهد مؤشر أسعار المستهلكين انخفاض بنسبة 0.5% في نوفمبر، وبلغ المعدل السنوي 2.4% وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021.

وفيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي ظل الناتج المحلي الإجمالي في حالة ركود عمليًا خلال الربع الثالث، وتشير تقارير الربع الحالي إلى عدم وجود تحسن كبير حيث أظهر التقرير الأخير قبل اجتماع المركزي الأوروبي انخفاض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.7٪ في أكتوبر.

التضخم المتراجع والتوقعات الاقتصادية الضعيفة تدل أت البنك المركزي الأوروبي لن يفكر في زيادة التشديد في السياسة النقدية خلال الاجتماع الأخير لهذا العام. في المقابل زادت توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة في العام المقبل، مع خفض متوقع لسعر الفائدة بحلول اجتماع أبريل 2024.

من المرجح أيضاً أن تشير رئيسة البنك المركزي الأوروبي لاجارد في مؤتمرها الصحفي إلى الحذر فيما يتعلق بالنمو، خلال مؤتمرها في أكتوبر كانت نبرة التشاؤم مرتفعة للغاية، وقد أصبحت توقعات النمو أسوأ منذ ذلك الحين.

السيناريوهات المحتملة لاجتماع البنك المركزي الأوروبي اليوم:

السيناريو الأول: تثبيت أسعار الفائدة والحفاظ على السياسة النقدية دون تغييرات جوهرية مع الإبقاء على أسعار الفائدة عند معدلاتها الحالية لفترة أطول من الوقت، وذلك لضمان السيطرة على معدلات التضخم وإعادتها إلى مستهدفات البنك.

في هذا السيناريو لن يعلن البنك انتصاره على التضخم وقد تكرر لاجارد التأكيد على إبقاء أسعار الفائدة “مرتفعة لفترة طويلة” وتؤكد على أن توقعات الأسواق بتسعير خفض الفائدة ليس هو الحالة الأساسية للبنك المركزي الأوروبي.

من شأن هذا السيناريو أن يقدم المزيد من الدعم لزوج اليورو / دولار والذي ارتفاع بالفعل لأربع جلسات متتالية بسبب ضعف مستويات الدولار ليسجل اليوم أعلى مستوى في أسبوعين عند 1.0915.

الزوج يحاول حالياً اختراق المستوى 1.0900 مستهدفا المستوى 1.0960 الذي يمثل المستوى التصحيحي 61.8% لموجة الهبوط الأخيرة إلى جانب كونه يمثل نقطة التقاطع مع خط الاتجاه الهابط، واختراق هذا المستوى يصل بالسعر إلى القمة التي سجلها في نوفمبر الماضي عند 1.1017.

السيناريو الثاني: تثبيت أسعار الفائدة وزيادة الحذر في لهجة البنك مع إمكانية الإشارة إلى خفض متوقع للفائدة خلال العام القادم، ويدعم هذا السيناريو التباطؤ والركود الحالي في النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بالإضافة إلى التراجع الأخير في معدلات التضخم.

أيضاً قد لا تقدم لاجارد أي مفاجآت في حديثها ويأتي بيان البنك تقليدي وفي هذه الحالة يكون التأثير على السوق محدودا.

من شأن هذا السيناريو أن يحد من مكاسب اليورو بعض الشيء مقابل الدولار وقد يدخل الزوج في تصحيح سلبي حتى منطقة الدعم القوية حول 1.0765 والتي تمثل المستوى التصحيحي 38.2% بالإضافة إلى تواجد المتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم.