تراجعات محدودة في أسعار الذهب استعداداً لبيانات التضخم الأمريكية
- الذهب يتراجع بشكل محدود قبل بيانات التضخم الأمريكية.
- سيناريوهات التغير في بيانات التضخم وأثرها على سعر الذهب.
- المستويات المتوقعة لحركة الذهب.
شهدت أسعار الذهب تراجعات محدودة خلال جلسة اليوم الخميس، وذلك بعد أن سجل أعلى مستوياته في 7 أشهر يوم أمس، حيث تستعد الأسواق لتقبل بيانات التضخم الأمريكية التي تصدر اليوم والتي من المتوقع أن تؤثر على تحركات الأسواق بشكل كبير.
تراجعت أسعار الذهب الفوري لتسجل أدنى مستوى اليوم عند 2036 دولار للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند 2039 دولار للأونصة، وذلك بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس وسجل أعلى مستوى منذ شهر مايو عند 2052 دولار للأونصة.
التراجع الحالي في سعر الذهب يدخل ضمن نطاق التصحيح المؤقت حيث تنتظر الأسواق نتائج بيانات التضخم قبل أن تقرر مصريها سواء بدخول الذهب في تصحيح سلبي أو العودة إلى الارتفاع وتسجيل مستويات قياسية جديدة.
يوم أمس صدرت بيانات النمو عن الاقتصاد الأمريكي حيث أظهر الاقتصاد نمو خلال الربع الثالث بنسبة 5.2% أعلى من التوقعات بنسبة 5% والقراءة السابقة بنسبة 4.9%.
انتعاش النمو في الاقتصاد الأمريكي يدل على استمرار مرونة الاقتصاد الأمريكي وكان من شأنه أن يقلل من توقعات الأسواق بشأن انتهاء التشديد النقدي لدى البنك الفيدرالي وتسعير البدء في خفض الفائدة خلال النصف الأول من العام القادم.
ولكن بيانات النمو الأمريكية جاءت بالتزامن مع تصريحات عدد من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي مثل تعليقات عضو الفيدرالي كريستوفر والر التي أشارت إلى احتمال خفض سعر الفائدة في الأشهر المقبلة.
عضو الفيدرالي والر يتميز بكونه متشدد نسبيًا من الناحية التاريخية، لذلك إذا أصبح موقفه أكثر تشاؤمًا بعض الشيء تجاه مستقبل النمو الأمريكي، فهذا يعني أنه ربما يكون هناك إجماع عام لأعضاء البنك أن أسعار الفائدة قد بلغت ذروتها وربما يمكن خفضها في العام المقبل.
نتيجة لهذا اختارت الأسواق تجاهل تأثير بيانات النمو خاصة أنها تخص فترة الربع الثالث من العام، في الوقت الذي شهد الربع الرابع العديد من البيانات الاقتصادية التي تدل على تباطؤ النشاط الاقتصادي الأمريكي وتباطؤ قطاع العمالة.
أيضاً تنتظر الأسواق بيانات التضخم اليوم مع صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي، والمتوقع أن يتراجع المؤشر عن شهر أكتوبر إلى 0.1% بعد أن كانت القراءة السابقة بنسبة 0.4%، بينما متوقع أن ترتفع القراءة السنوي للمؤشر بنسبة 3% أقل من القراءة السابقة 3.4%.
انخفاض بيانات المؤشر وفقا للتوقعات لن يؤثر بشكل كبير على الأسواق لأن التأثير تم تسعيره بالفعل في الأسواق، بينما الانخفاض أكثر من التوقعات من شأنه أن يؤثر سلباً على أداء الدولار الأمريكي وبالتالي يدعم المزيد من الارتفاع في سعر الذهب.
الجدير بالذكر أن الذهب في حاجة إلى تصحيح سلبي قبل أن يستكمل رحلة الصعود وتسجيل مستهدفاته الصاعدة عند 2080 دولار للأونصة وبعده المستوى 2100 دولار للأونصة.
في حال ارتفعت بيانات مؤشر التضخم بأعلى من التوقعات سيعمل هذا على تراجع توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي خلال النصف الأول من العام وهو الأمر الذي سيدفع الذهب إلى استكمال الصعود.
كسر سعر الذهب للمستوى 2035 دولار يدفع التصحيح إلى منطقة الدعم بين 2020 – 2025 دولار للأونصة، ومع كسر هذه المنطقة يصبح المستهدف عند 2010 دولار للأونصة.
مؤشرات الزخم الفنية تظهر علامات على البيع بعد التشبع الكبير في الشراء خلال الفترة الماضية، ولكن في ظل هذا الضغط السلبي على السعر يبقى متماسك حتى صدور بيانات التضخم اليوم.