أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تقفز بعد فشل محادثات موسكو في إزالة شبح العقوبات

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً بأكثر من 1% يوم الأربعاء، مدفوعة بإعلان روسيا عن فشل المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين في التوصل إلى اختراق بشأن صفقة سلام محتملة لأوكرانيا. وقد أدى هذا الفشل إلى تجديد المخاوف من استمرار العقوبات على قطاع النفط الروسي، وهو ما يغلب على ضغوط ارتفاع المخزونات الأمريكية. ويؤكد هذا الارتفاع السريع أن أسواق الطاقة لا تزال تسعّر “علاوة مخاطر” كبيرة مرتبطة بالتوترات الجيوسياسية، حيث أن أي فشل دبلوماسي يُترجم فوراً إلى احتمال لتعطيل الإمدادات.

الارتفاع القياسي وتفاصيل حركة السوق

سجلت أسعار النفط قفزة واضحة مع بدء التعاملات، مما عكس قلق المستثمرين من استمرار نقص الإمدادات في السوق العالمية.

  • خام برنت: ارتفع سعر خام برنت القياسي بواقع 78 سنتاً، أو ما يعادل 1.3%، ليصل إلى 63.23 دولاراً للبرميل.
  • خام غرب تكساس (WTI): صعد الخام الأمريكي بمقدار 85 سنتاً، أو 1.5%، ليبلغ 59.49 دولاراً للبرميل.

جاء هذا الارتفاع ليعوض جزءاً كبيراً من الخسائر التي تكبدتها العقود الآجلة لكلا الخامين في الجلسة السابقة، حيث انخفضت أسعار النفط بأكثر من 1% بفعل آمال مؤقتة في تحقيق تقدم دبلوماسي. ويشير التعافي السريع للأسعار إلى أن السوق يولي وزناً أكبر للمخاطر الجيوسياسية الثابتة مقارنة بالتكهنات الدبلوماسية العابرة.

تحليل جولدمان ساكس: استمرار مخاطر العقوبات المعقدة

في تعليق تحليلي معمق، أشار محللو “جولدمان ساكس” إلى أن الأسواق لا تضع احتمالاً كبيراً لاتفاق سلام قريب أو رفع وشيك للعقوبات المفروضة على النفط الروسي. هذا التقدير يعزز من توقعات استمرار التشديد في إمدادات الطاقة العالمية، خاصة وأن عملية رفع العقوبات عن قطاع النفط هي عملية سياسية وقانونية معقدة وليست مجرد قرار فوري.

وكان فشل التوصل إلى تسوية قد تأكد بعد اجتماع دام خمس ساعات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوثين البارزين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث لم يتم التوصل إلى أي تسوية. وتترقب أسواق أسعار النفط نتائج هذه المحادثات لتحديد ما إذا كانت صفقة ما قد تؤدي إلى رفع القيود عن شركات النفط الروسية الكبرى، مثل “روس نفط” (ROSN.MM) و”لوك أويل” (LKOH.MM)، الأمر الذي قد يحرر كميات كبيرة من الإمدادات المُقيدة حالياً. ويؤثر استمرار هذه العقوبات بشكل مباشر على قدرة هذه الشركات على تأمين التكنولوجيا الغربية والاستثمارات اللازمة للحفاظ على مستويات إنتاجها على المدى الطويل، مما يفرض تحدياً هيكلياً على الإمدادات الروسية.

المخاطر الجيوسياسية والتصعيد الأوكراني على البنية التحتية

زادت الهجمات الأوكرانية الأخيرة على مواقع تصدير النفط في الساحل الروسي على البحر الأسود من حالة القلق الجيوسياسي في سوق أسعار النفط. وقد سلطت هذه الهجمات الضوء على المخاطر المباشرة التي تفرضها الحرب على البنية التحتية لتصدير الطاقة، بما في ذلك مرافق الموانئ ومستودعات التخزين.

وقد استهدفت أوكرانيا الأسبوع الماضي ناقلتين خاضعتين للعقوبات تشاركان في نقل النفط الروسي في البحر الأسود. وأكد بوتين يوم الثلاثاء أن روسيا ستتخذ إجراءات ضد ناقلات الدول التي تساعد أوكرانيا، مما يزيد من تعقيدات المشهد الجيوسياسي ومخاطر تأمين الإمدادات. وتترجم تهديدات بوتين مباشرة إلى ارتفاع في تكاليف الشحن والتأمين البحري، ما يزيد من “علاوة مخاطر الحرب” التي يدفعها المستهلك النهائي، وبالتالي يدعم ارتفاع أسعار النفط. كما تزداد حدة التوتر الدبلوماسي مع إشارة بوتين إلى أن القوى الأوروبية تعرقل جهود الولايات المتحدة لإنهاء الحرب من خلال تقديم مقترحات غير مقبولة لموسكو.

ضغوط المخزونات الأمريكية: عامل مقيد للارتفاع ومرآة للطلب

على الرغم من الدعم القوي للأسعار من العوامل الجيوسياسية، إلا أن المكاسب الإضافية ظلت محدودة بسبب تقارير عن ارتفاع المخزونات الأمريكية.

أفاد معهد البترول الأمريكي (API) يوم الثلاثاء أن مخزونات الخام والوقود الأمريكية ارتفعت الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن بيانات API هي بيانات صناعية أولية تسبق الأرقام الرسمية لإدارة معلومات الطاقة (EIA)، إلا أنها توفر مؤشراً مبكراً قوياً لاتجاهات السوق. وحسب المصادر التي استشهدت بأرقام المعهد:

  • ارتفعت مخزونات النفط الخام بنحو 2.48 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 نوفمبر.
  • زادت مخزونات البنزين بواقع 3.14 مليون برميل.
  • ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بنحو 2.88 مليون برميل.

ويُعد تضخم المخزونات الأمريكية عاملاً يمارس ضغطاً نزولياً تقليدياً على أسعار النفط، خاصة وأن ارتفاع مخزونات الوقود النهائية (البنزين ونواتج التقطير) قد يشير إلى تباطؤ محتمل في الطلب الاستهلاكي المحلي أو ضعف في النشاط الصناعي، مما يساهم في موازنة جزء من حالة عدم اليقين الجيوسياسي القائمة في السوق.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى