أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تستقر ترقبًا لبيانات أمريكية حاسمة.. ومؤشرات على تخفيض الفائدة

أسعار الذهب تُبدي ثباتًا ملحوظًا في تداولات الأربعاء، إذ يترقب المتداولون صدور مؤشرات اقتصادية أمريكية رئيسية ستحدد بوصلة الاحتياطي الفيدرالي النقدية. ويأتي هذا الاستقرار في الوقت الذي شهد فيه سعر الفضة تراجعًا طفيفًا بعد بلوغ مستويات قياسية تاريخية، ما يعكس حالة من الحذر المختلط بالتفاؤل في سوق المعادن الثمينة.

استقرار الذهب ومحفزات الترقب

حافظ سعر الذهب الفوري على مستواه بالقرب من 4,207.60 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:56 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد انخفاض تجاوز 1% في الجلسة السابقة جراء عمليات جني الأرباح. وفي سوق العقود الآجلة، ارتفعت العقود الأمريكية لتسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 4,237.90 دولار للأونصة، مما يشير إلى محاولة الذهب لاستعادة جزء من خسائره السابقة والتمسك بالدعم الفني عند هذا المستوى الحساس.

ويُركز الاهتمام بشكل أساسي على البيانات الأمريكية التي قد ترسخ التوقعات بخفض وشيك لسعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم. وفي هذا الصدد، يشير أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في “ساكسو بنك”، إلى أن التركيز منصب على البيانات التي “قد ترسخ التوقعات بحدوث خفض في سعر الفائدة في ديسمبر، وهو ما يُعد داعمًا للمعادن”، حيث أن تراجع تكلفة الاقتراض يخفف من عبء الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا.

توقعات أسعار الفائدة وبيانات التوظيف والاستهلاك

تتجه الأنظار نحو إصدارين اقتصاديين حاسمين: أرقام التوظيف لشهر نوفمبر الصادرة عن (ADP) والتي تُعد مؤشراً تمهيدياً لتقرير الوظائف الحكومي الأوسع نطاقاً، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر سبتمبر، والذي تأخر صدوره بسبب الإغلاق الحكومي الجزئي. ويُعتبر مؤشر PCE مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي، وأي قراءة أقل من التوقعات من شأنها أن تزيد الضغط على البنك المركزي للتحرك نحو التيسير.

تاريخياً، يميل الذهب غير المدر للعائد إلى الأداء الجيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وقد عززت البيانات الاقتصادية الأمريكية الأضعف والتصريحات “الحمائمية” من مسؤولي الفيدرالي التوقعات ببدء تيسير السياسة النقدية. وتُشير أداة “FedWatch” التابعة لـ CME حاليًا إلى أن عقود الفائدة الأمريكية تُسعِّر احتمالًا يبلغ 87% لخفض سعر الفائدة في اجتماع الفيدرالي المرتقب في 9-10 ديسمبر. كما تتوقع بيوت وساطة كبرى، مثل “بنك أوف أمريكا” و “جيه بي مورغان”، حدوث هذا التيسير النقدي. هذه التوقعات تشكل عامل الدعم الأساسي لاستمرار صمود أسعار الذهب عند مستوياتها الحالية.

الفضة تتراجع بعد قفزة قياسية والعرض الشحيح يدعم المكاسب

في الوقت الذي استقر فيه الذهب، تراجع سعر الفضة بنسبة 0.5% ليصل إلى 58.15 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجلت ارتفاعًا قياسيًا جديدًا بلغ 58.94 دولار في وقت سابق من الجلسة. وقد أدى هذا الارتفاع السريع إلى ظهور علامات “التشبع الشرائي” التي تشكل مخاطر للمضاربين الصاعدين على المدى القريب، حسب تحذيرات المحللين.

يُعزى دعم الفضة إلى عاملين رئيسيين: التوقعات بضيق الإمدادات المستقبلي، واستمرار الزخم الشرائي القوي والتغطية للمراكز القصيرة. وقد اكتسبت الفضة، التي تُعد معدنًا ثمينًا وصناعيًا على حد سواء، زخمًا كبيرًا هذا العام، حيث ارتفعت بنسبة هائلة بلغت 101%. ويرجع جزء كبير من هذا الأداء الاستثنائي إلى الطلب الصناعي المتزايد، خاصة في قطاعات الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية، حيث تُعد الفضة مكوناً لا غنى عنه. كما أن إدراجها في قائمة المعادن الحيوية الأمريكية يعزز أهميتها الاستراتيجية ويدعم توقعات استمرار الطلب القوي. للمقارنة، سجلت أسعار الذهب مكاسب بلغت 60% خلال العام الجاري.

يُظهر الأداء المتباين للمعادن الثمينة خلال الجلسة أن الأسواق تستوعب حاليًا إشارات متباينة؛ فبينما يترقب الذهب قرارات السياسة النقدية الأمريكية، تستند الفضة إلى ديناميكيات العرض والطلب الصناعي القوية والمكاسب التقنية في زخم التداول، في حين ساعد هدوء أسواق السندات والعملات المشفرة على استقرار الأسهم العالمية أيضًا.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى